أكد المصارع حبيب نور محمدوف خلال مشاركته في القمة العالمية للرياضة أن الانتقال من الحلبة إلى دور التدريب يشكل تحولًا كبيرًا على المستوى الذهني والعاطفي، مشيرًا إلى أن التدريب يختلف كليًا عن القتال، وقال: "عندما أكون مدربًا، أستطيع فقط التحدث وإعطاء النصائح، لا أستطيع استخدام يدي أو جسدي. هذه النقطة صعبة جدًا بالنسبة لي، لأنني عندما أكون داخل الحلبة أستطيع أن أفعل كل شيء، أما التدريب فهو مختلف تمامًا. أحيانًا أشعر بأنني أفضل أن أكون مقاتلًا، لأن التدريب يتطلب أن أعيش حياة طبيعية قليلًا بعد كل جلسة، وأحتاج أسبوعًا على الأقل لأستعيد طاقتي. الأمر يستنزفني كثيرًا، لأنني لا أستطيع أن أكون مسترخيًا عاطفيًا، المقاتلون الذين أدربهم قريبون جدًا مني، وعندما أراهم يواجهون الضربات أو الصعوبات، أشعر بذلك بشكل كبير".
وأضاف نور محمدوف: "الحياة داخل الحلبة مختلفة عن الحياة اليومية. في رياضات مثل كرة القدم، اللاعب قد يخسر مباراة ويلتقط صورة بعدها وهو مبتسم، أما في رياضتنا، عندما يخسر المقاتل، لا يمكنه التظاهر بالسعادة أو نشر صور عادية، الأمر مختلف تمامًا. ولذلك، لا يمكن أن أكون صديقًا لمقاتلين واجهتهم داخل الحلبة، ربما نكون مهذبين، لكن الصداقة الحقيقية مستحيلة لأنهم حاولوا سحقك في القتال، وهذا شيء لا يمكن تجاوزه بسهولة".
وتحدث عن حبه للمنافسة وعشقه للرياضة منذ الصغر، وقال: "المنافسة في دمي، أحب المصارعة والمواجهة. منذ صغري كنت أحب كرة القدم، وكنت أحلم بأن أصبح لاعب كرة قدم، لكن بسبب المكان الذي ولدت فيه وبسبب تأثير والدي كمدرب، وجدت نفسي في عالم القتال. كرة القدم لا تزال قريبة من قلبي، وأتابعها بشغف، لكن مصيري كان أن أصبح مقاتلًا محترفًا".
وعن بداياته في الحلبة، ذكر نور محمدوف قصة لقبه الشهير، وقال: "عندما تم توقيعي عام 2012، طلبوا مني لقبًا لأن اسمي صعب النطق بالنسبة للجمهور. سألت مديري عن سبب الحاجة إلى لقب، وأخبروني بأن الأمر ضروري للتسويق، فاخترت 'النسر' لأنه يرمز إلى قوتي وهو قريب من شخصيتي. بعد ست سنوات أصبح اسمي معروفًا عالميًا، وهذا يوضح كيف يمكن أن يتحول اللقب إلى جزء من هوية المقاتل. اليوم، هناك مقاتلون شباب بلا خسائر، أبطال محترفون، ولا يحصلون على فرصة بسبب أنهم لا يتحدثون كثيرًا أو لا يظهرون في الإعلام، وهذا غير عادل، لأن الرياضة يجب أن تكون مبنية على القدرة والمستوى، وليس على الشهرة أو عدد المتابعين".
وأشار نور محمدوف إلى فلسفته في التدريب والقيادة، وقال: "لدينا فريق كامل من المدربين، وأنا أحرص على أن يعرف كل مقاتل في صالة التدريب أن لا حرية في اتخاذ القرار: إذا قلت شيئًا فهو النهائي. التمرين يتطلب الانضباط، وهذا يظهر في النتائج. على مدى عشر سنوات، لدينا أبطال في مختلف البطولات، وفخور جدًا بما حققناه. على سبيل المثال، في حدث Coca-Cola Arena في السابع من فبراير، لدينا سبعة من مقاتلينا سيشاركون في القتال، وهذا يتطلب تركيزًا عاليًا وطاقات كبيرة من جانبي كمدرب. يجب أن أنقل لهم النصائح الصحيحة والطاقة الصحيحة، وهذا جزء من القيادة، التخطيط، والإدارة. القيادة لا تأتي فقط من كونك بطلًا سابقًا، بل تتطلب مهارات مختلفة، منها السيطرة العاطفية وفهم الشخصيات المختلفة والتواصل الفعّال".
وأضاف حول فلسفته في مشاركة المعرفة والخبرة: "الحياة تتعلق بالمشاركة، المعرفة والخبرة والطاقة التي أمتلكها أحاول أن أنقلها لمقاتلينا. أريد لهم أن يكونوا أفضل مني، وأن يصبحوا أبطالًا عالميين. هذا ما يجعلني لا أستطيع العيش بدونهم، وأفضل أن أكون معهم لأشاركهم خبرتي، لأن هذا جزء من شخصيتي وما تعلمته من والدي. والدي كان مدربًا صارمًا ومنضبطًا جدًا، تعلمت منه كيف أستمع، وكيف أوجه الفريق، وكيف أوازن بين الصرامة والاحترام. منذ صغري وأنا أتعلم منه، واليوم أحاول أن أواصل إرثه وأطبقه على فريقي".
وتطرق نور محمدوف إلى الرياضة العادلة وأهمية تكافؤ الفرص: "في السنوات الأخيرة، رأينا العديد من المقاتلين يُستبعدون ليس لأنهم خسروا، بل لأن عقودهم انتهت ولم يُعرض عليهم تجديدها. هذا غير عادل، والرياضة يجب أن تكون 50-50، من أجل معرفة من هو الأفضل فعلًا، وليس من لديه أفضل متابعين أو أفضل مظهر. إذا أردتم المنافسة، فلنذهب 50-50، لكن ألا يكون الأمر 100-0، هذا ليس عدلاً".
واختتم نور محمدوف حديثه مؤكدًا على تطلعاته للمستقبل: "هناك جيل جديد من المقاتلين الموهوبين والطموحين من داغستان وباكستان، ومن الصعب حصرهم أو منعهم من الوصول إلى أعلى المستويات. هؤلاء الشباب جائعون للنجاح، يركزون على القتال فقط، ولا يهتمون بالمظاهر أو الإعلام. أريد أن أساعدهم، أن أشاركهم خبرتي، وأن أضمن أن يكونوا الأفضل، ليس فقط في بلدهم، بل على مستوى العالم".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

10 hours ago
9












English (US) ·