وجّه مصطفى عبده، نجم الأهلي ومنتخب مصر الأسبق، انتقادات لاذعة إلى منظومة كرة القدم المصرية، معبّرًا عن قلقه إزاء التخبط الإداري الذي يهدد مستقبل اللعبة في البلاد، ومشككًا في الجهة التي تتحمل المسؤولية عن إدارة شؤون الكرة حاليًا.
وخلال تصريحات تلفزيونية بفضائية "إم بي سي مصر 2"، أبدى عبده استياءه من حالة العناد بين اتحاد الكرة المصري ورابطة الأندية المحترفة، مؤكدًا أن هذه الخلافات تعصف باستقرار المسابقة وتفقدها هيبتها.
وقال عبده: "لا أعلم من يدير كرة القدم في مصر في الوقت الحالي، وأوجّه نداءً لكل من يهمه الأمر: أنقذوا اللعبة قبل أن تنهار، هناك حالة من التنازع والصراع بين اتحاد الكرة والرابطة، وكل طرف يسعى لفرض سيطرته، بينما الكرة المصرية تدفع الثمن".
وانتقد عبده قرار إلغاء الهبوط من الدوري الممتاز، معتبرًا أنه يمثّل ضربة قوية لمبدأ التنافس والعدالة، ويضر بمجهودات الأندية التي تكافح للبقاء في المسابقة.
مصطفى عبده يُعلن توقيع لاعب الأهلي لـ بيراميدز.. ويصرح: الزمالك صعبان عليا
وأضاف: "نبدأ الموسم بلائحة وننهيه بأخرى! كيف يُلغى الهبوط فجأة؟ الأندية التي اجتهدت طوال الموسم للحفاظ على مكانها، تُقابل بهذا القرار المفاجئ؟ لصالح من يتم ذلك؟ هذا يهدد مصداقية الدوري".
كما أشار إلى أن موافقة بعض الأندية على هذا القرار لا تبرّره، موضحًا: "حتى لو وافقوا، هذا لا يعني أنه قرار منطقي، ما حدث يهدم روح المنافسة، التي تُعد أساسًا لأي بطولة محترمة".
وتساءل عبده عن المهام الفعلية التي يقوم بها اتحاد الكرة، في ظل ما وصفه بتراجع صلاحياته لصالح الرابطة.
وتابع قائلًا: "ما هو دور اتحاد الكرة؟ هل يقتصر على الحكام والمنتخبات فقط؟ إذا كانت الرابطة تتخذ قرارات مصيرية، فما الداعي لوجود الاتحاد من الأساس؟".
وعلّق عبده على أزمة مباراة القمة الأخيرة، وما تبعها من قرارات أثارت جدلًا واسعًا، لافتًا إلى أن منع الأندية من التظلم على تلك العقوبات يمثل تجاوزًا خطيرًا.
واستكمل: "قالوا إن القرارات لا تقبل التظلم، هذا أمر غير منطقي، الدستور نفسه يتيح لكل متضرر حق الاعتراض، لا يمكن اعتبار أي قرار فوق النقاش، حتى القوانين البشرية قابلة للطعن والمراجعة".
وفي سياق حديثه، وجّه عبده انتقادات للائحة تنظيم المسابقة، معتبرًا أنها مستوحاة من أنظمة دول أخرى دون أن تتناسب مع واقع الأندية المصرية.
وأوضح "يقولون إن اللائحة تتماشى مع ظروف الكرة المصرية، رغم أنها مستوحاة من الإمارات والسعودية وأوروبا، في النهاية، من كتبها مصريون، فكيف تكون مستوردة؟ وأين المنطق؟".
واختتم مصطفى عبده تصريحاته محذرًا من استمرار الأوضاع الحالية دون إصلاحات حقيقية، مؤكدًا أن غياب التنسيق والوضوح بين الجهات المعنية قد يؤدي إلى انهيار شامل لمنظومة كرة القدم في مصر.
وقال: "إذا لم يتم إعادة ترتيب الأوراق والتعاون بصدق بين كافة الأطراف، فلن يكون هناك ما يُنقذ، الكرة المصرية في خطر حقيقي، ويجب التحرك الآن قبل فوات الأوان".