مزحة بمليارات الدولارات: مونديال الفيفا الجديد يُثير الجدل أكثر من الحماس

هاي كورة (بقلم إنريك جوفي – SPORT)

في مشهد يثير الجدل، أطلقت الفيفا بطولة “رسمية” جديدة تبدو أشبه بمباريات ودية في فترة التحضيرات الصيفية بالولايات المتحدة، أكثر من كونها منافسة عالمية جادة.

وعلى الرغم من قيمة اللقب المالية، إلا أن طريقة تنظيم البطولة طغت على محتواها، وأثارت تساؤلات حول المعايير والجدوى.

الفيفا، التي لا يشق لها غبار في عالم المال، تصرفت كأنها مؤسسة حكومية فوق المحاسبة، معلنة عن جوائز مالية ضخمة للفائز، مما يعكس قوة النفوذ أكثر من قوة الفكرة.

هدف البطولة؟ تجربة تنظيمية قبل كأس العالم الحقيقي بعد عام، لا أكثر.

الغريب أن البطولة تضم 32 فريقًا ولا مكان فيها لفرق مثل ليفربول أو برشلونة، ما يضع علامات استفهام حول معايير التأهل.

حتى أولى المباريات، كفوز بايرن ميونيخ 10-0 على أوكلاند، أظهرت الفجوة الكبيرة في المستوى، وأعادت التساؤل: من يشارك ولماذا؟

التمثيل المبالغ فيه لفرق من إفريقيا وآسيا وأمريكا الوسطى، على حساب فرق أوروبية كبرى، زاد من الشعور بعدم التوازن، وكأن البطولة وُضعت لإرضاء الجميع… إلا عشاق كرة القدم الحقيقيين.

ورغم امتلاء المدرجات في أمريكا بفضل الجاليات الأجنبية وأسعار التذاكر المخفضة، إلا أن الأجواء تشبه التحضيرات الصيفية أكثر من البطولات الكبرى.

الجمهور موسمي، والقميص يُشترى في اليوم السابق، والاهتمام الإعلامي الأمريكي محدود للغاية.

أما الأندية المشاركة، فستدفع الثمن في الموسم المقبل، الذي سيكون الأطول والأكثر إنهاكًا.

اللاعبون لم ينالوا قسطهم من الراحة، والتخطيط يبدو بعيدًا عن أي اعتبار إنساني.

ويبقى السؤال الحاسم: هل سيُفضّل باريس سان جيرمان الفوز بهذا اللقب على تتويجه الأخير بدوري الأبطال؟ الجواب الأرجح: لا.