أجرى جناح الفريق الأول لكرة القدم بنادي ليفربول، محمد صلاح، حوارًا مع مجلة "فرانس فوتبول" وصحيفة "ليكيب" الفرنسية عن رحلته الاستثنائية مع الريدز.
وحقق محمد صلاح مع ليفربول هذا الموسم لقب الدوري الإنجليزي الثاني له بعد عام 2020 ولكن هذه المرة مختلفة لأن هناك حضورًا جماهيريًا عكس ما حدث قبل 5 سنوات بسبب جائحة فيروس كورونا.
اقرأ أيضًا | سلوت: كلوب ترك إرثًا عظيمًا في ليفربول.. ولا أركز على نفسي كثيرًا
وقال صلاح عن تتويج ليفربول في عام 2020 بدون جماهير ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز: "كان الأمر معقدًا جدًا لأن النادي لم يفز بالبطولة منذ 30 عامًا، لا أعتقد أننا ندرك حجم ذلك، قدمنا موسمًا استثنائيًا في الدوري الإنجليزي (99 نقطة)، لكن الإغلاق حرمنا من الاحتفال الذي كانت المدينة تنتظره منذ ثلاثين عامًا".
وتابع: "كان يجب أن نمنحهم فرصة أخرى للاستمتاع بتلك اللحظة، وهذه المرة مع إمكانية التواصل والاحتفال معًا، ثم كان الأمر تحديًا شخصيًا بالنسبة لي لأنه كان العام الأخير في عقدي مع ليفربول، وبالتالي قد يكون آخر موسم لي هنا، في ليفربول، ما يريده الجماهير أكثر من أي شيء آخر هو الفوز بلقب الدوري الإنجليزي".
وأضاف: "هذا ما كنت أعلمه بالطبع، منذ توقيعي على العقد (في عام 2017)، لأن ذلك يرتبط بالصراع مع مانشستر يونايتد الذي يمتلك 20 لقبًا بينما ليفربول كان عالقًا عند 18 منذ عام 1990 (أصبح 20 الآن، بالتساوي مع الرقم القياسي)، كان الفوز بالدوري بمثابة تحدٍ كبير وضغط هائل لأننا كنا بحاجة لاستعادة عقلية الفوز التي كان النادي قد فقدها بعض الشيء".
وأوضح صلاح أنه كان يعلم منذ انضمامه إلى ليفربول في 2017 مدى أهمية الفوز بالدوري بالنسبة لجماهير الفريق، قائلاً: "كنت أعلم قبل قدومي في 2017 مدى أهمية الأمر بالنسبة لليفربول، كنت أرى الشغف الكبير تجاه النادي".
واستمر: "علاوة على ذلك، كان هناك العديد من الأشخاص الذين يمازحونني قائلين، جميع اللاعبين الجدد يقولون إنهم يريدون الفوز بالدوري الإنجليزي ولكن لا يحدث شيء، وكنت أرد عليهم حسنًا، سنرى إذا كنت سأتمكن من تحقيق ذلك أم لا، ويبدو أنني وفيت بوعدي، (ضاحكًا) أنا فخور بذلك لأن ليفربول وأنا متشابهين بدرجة كبيرة".
اقرأ أيضًا | بعد أرنولد.. ريال مدريد يجهز لضربة جديدة في صفوف ليفربول
وأكد: "ليفربول معروف بقدرته على العودة المدهشة، وقلب الموازين، نحن لا نستسلم أبدًا، وهذا يتناسب مع طريقة تفكيري في تكريس كل شيء لكرة القدم، أحب أيضًا أن أقول إنني لا أعمل بجد فقط، بل أعمل بذكاء أيضًا، من المهم أن تضع لك هدفًا لتحقيقه".
وتابع محمد صلاح عن إلهامه بـ "معجزة إسطنبول" في دوري أبطال أوروبا 2005: "لقد تأثرت بها كثيرًا، وكان لدى ليفربول أسلوب لعب سريع جدًا، مع لاعبين مثل جبريل سيسيه الذي كان يركض بسرعة كبيرة، وستيفن جيرارد الذي كان قادرًا على اجتياز الملعب بالكامل وتسديد كرة صاروخية من 30 مترًا، وغيرها من اللحظات الرائعة، لقد حظيت بفرصة لقاء معه في عدة مناسبات، وكان من المميز أن أتمكن من الحديث مع أحد أعظم أساطير النادي".
وعن التزامه مع الفريق في هذا الموسم رغم التكهنات حول مستقبله، قال: "هذا الموسم، رغم كل الشكوك حول تمديد عقدي، شاهد الجمهور أنني قدمت كل شيء، بدون استهتار، دون حسابات، وهنا، ربما أكثر من أي مكان آخر، هذا هو ما يحترمونه أكثر".
وحول ما إذا كان يعتبر نفسه أسطورة في النادي، أجاب مبتسمًا: "لا، أنا متأكد أنني أسطورة ليفربول، (ضاحكًا) بجدية، أنا الآن في قلب الحدث، أتدرب، أستعد، وألعب، وعندما أكون في المنزل، أركز كل انتباهي على عائلتي، لذلك، ليس لدي فعلاً الوقت للإحساس بذلك".
تحدث صلاح أيضًا عن مستواه الرائع في الموسم الحالي قائلاً: "يبدو أن هذا كان في النهاية ميزة كبيرة (ضاحكًا)، لأنني حققت أفضل موسم من حيث الأرقام في حياتي (49 مباراة، 33 هدفًا، و23 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات مع فريقي)، ربما كانت فكرة أن قد يكون آخر موسم لي هنا قد دفعتني للاستفادة القصوى منه، وأن أقدم كل شيء للفوز باللقب الذي وعدت به".
وأشار صلاح إلى المفاوضات حول عقده و"هل فكر في الرحيل فعلًا" قائلاً: "كانت تلك احتمالية، نعم، وكان الأمر غريبًا بعض الشيء، كنا نحقق نتائج رائعة هذا الموسم ولكن المفاوضات لم تكن سهلة، وفي النهاية، كل شيء انتهى بشكل جيد نحن أبطال الدوري الإنجليزي، وأنا سأبقى لمدة موسمين إضافيين (مبتسمًا)".
وبسؤاله عن تأثير آرني سلوت و"هل جعل الجميع ينسون يورجن كلوب؟": "لا أنت كلاعب كرة قدم لديك طموح ورغبة في النجاح، النجومية محدودة في هذا الزمن، لا تدوم طويلاً، ربما 15 عامًا فقط، يمر الوقت بسرعة، وعندما يتوقف كل شيء، يبدأ الإنسان في التساؤل هل استفدت من كل لحظة؟ أم لا؟ أنا لا أريد أي ندم".
اقرأ أيضًا | محمد صلاح يعترف: علاقتي كانت متوترة مع ماني في ليفربول.. ولكن الأرقام توضح الحقيقة
وأضاف محمد صلاح عن تلك النظرة للحياة: "لا تأتي من كرة القدم، (ضاحًكا) بل من قراءة الكثير من الكتب، ومشاهدة الوثائقيات حول الفلسفة، والتطوير الشخصي، أشياء من هذا القبيل، التي تساعد على أن تكون حاضرًا تمامًا في اللحظة، وتستمتع بكل لحظة دون أن تكون في حالة من الروتين الميكانيكي".
وأوضح صلاح كيف ساعده التطوير الشخصي في أن يصبح أكثر توازنًا في حياته قائلاً: "أن تكون شخصًا أفضل أولاً وقبل كل شيء، ومن هنا، يصبح اللاعب أفضل، لأن هذه الطريقة في تغذية عقلي وتعلمي تساعدني على التماشي بشكل أفضل مع كرة القدم، ومع حياتي بشكل عام".
وتابع: "على صعيد المعرفة، نكتسب الثقة، نفهم المواقف بشكل أفضل، ونتعلم أن نكون أكثر توازنًا تجاه بعض الأشياء، مع البقاء أكثر تركيزًا على ما نقوم به، وكلما تعلمنا أكثر، زادت رغبتنا في التعلم، شعرت أنني أتغير، أنني أصبح أكثر فهمًا وهدوءًا، وبالتالي، تحسن أدائي على أرض الملعب أيضًا".
وحول سر نجاحه، أكد محمد صلاح: "شيء كان بداخلي لكن ربما ليس بهذا الشكل، ألا أستسلم أبدًا، هذا متأصل في جينات ليفربول لدرجة أنني حقًا قطعت شوطًا طويلًا في هذه النظرة للحياة".
وأضاف صلاح: "أفعل ذلك لأنني أريده، لا أحد يطلب مني ذلك، وعندما أكون مع الأطفال، لا أحسب وقتي، يمكنني قضاء عدة ساعات معهم، أستمتع معهم وأقدم لهم النصائح أعتقد أنه من المهم بشكل عام ألا نعيش في فقاعة، وهذا مهم بشكل خاص في ليفربول حيث أن الناس هنا متصلون بشكل عميق بالنادي".
وتحدث صلاح عن حياته في ليفربول قائلاً: "نعم، كان ذلك تغييرًا كبيرًا، أولًا، أنا أفضل درجات الحرارة الباردة جدًا، لا تسألني لماذا، نعم، أعلم، أنا من مصر، ليس لهذا أي منطق، ومع ذلك، أكره الحرارة".
اقرأ أيضًا | بشكل مقتضب.. جوارديولا يرد على ارتباط دي بروين بإمكانية انتقاله إلى ليفربول
وعن نظرة الصحافة له عندما انتقل إلى ليفربول في عام 2017: "في ذلك الموسم في روما، أدركت أنه يمكنني تحقيق أكثر مما يظنه الناس، شعرت، على سبيل المثال، أنني يمكنني تسجيل الكثير من الأهداف، وقال لي وكيلي (رامي عباس) أنه إذا انتقلت إلى فريق آخر سأفوز بالكرة الذهبية، وبدأت أتساءل هل هو مجنون كيف يرى ذلك في وأنا لا أراه، ولكن عندما جئت إلى ليفربول، بدأت أقول لنفسي ربما يومًا ما أفوز بالكرة الذهبية وهذا من أجل الشعب المصري، هذا ما أتمناه حقًا".
وعن فرصه في الفوز بها بعد الخروج من دوري أبطال أوروبا: "هذا ليس بيدي، لكن بالطبع، يومًا ما، أرغب في الفوز بها، عندما تأتي من قرية في مصر وأنت طفل، من الصعب أن تحلم بهذا لكن الأمر مختلف الآن خاصة مع ليفربول".
وأشاد صلاح بتطور الفريق قائلًا: "كان ليفربول في طريقه لبناء فريق جيد، أنا في 2017 مع ساديو ماني لتشكيل ثلاثي الهجوم مع بوبي روبرتو فيرمينو، وكان الأمر ناجحًا للغاية واستمر الفريق في التطور حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه".
وفي ختام حديثه، تحدث عن اللحظات المؤلمة قائلًا: "كان هناك إحباط، لكنني أتقبله لأنه أمر طبيعي في كرة القدم وعندما تدرك هذا، فإنه يساعد على عدم البقاء طويلًا في الإحباط والعودة للقتال".
وأضاف: "في عام 2018، أصبت في كتفي بعد تدخل سيرجيو راموس وفي 2022، تصدى تيبو كورتوا لتسع فرص أمامي، لذلك لا يمكن أن أكون دائمًا في يومي، لكن من المهم ألا تبقى في تلك الحالة وتسعى للأفضل".
وعن النجاح في أولى مواسم آرني سلوت: "لم أتوقع أن نفوز بالألقاب بهذه السرعة، لا أحد توقع ذلك، لكن في فترة الإعداد طلب مني سلوت أن أكون قدوة للآخرين، فأجبته بألا يقلق".