مانشستر سيتي… تغيير “نصف ناضج” في مشروع جوارديولا قبل موقعة البرنابيو

6 hours ago 9

بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي

سبورت 360 – يصل مانشستر سيتي الإنجليزي إلى ملعب سانتياجو برنابيو وسط عاصفة من الضجيج، ليس فقط بسبب قيمة المواجهة، بل لأن الظروف المحيطة بمستقبل تشابي ألونسو مدرب ريال مدريد الإسباني أضافت توترًا جديدًا لصدام بات يتكرر للموسم الخامس على التوالي، ورغم أن القرعة كانت تُوحي حينها بمواجهة أقل ضغطًا، فإن الواقع اليوم مختلف تمامًا.

وأوضحت صحيفة “ماركا” في تقريرها المطول بأن السيتي يدخل اللقاء في حالة جيدة رغم “تحول تكتيكي” لم يكتمل بعد، فبداية الموسم كانت مرتبكة، هزيمتان وتعادلان في أول ثماني مباريات بين الدوري ودوري أبطال أوروبا، وهي فترة ارتبطت بمحاولة جوارديولا تطبيق فلسفة جديدة تعتمد على مزيد من اللعب المباشر وتقليل التحكم في الكرة، لكن مع مرور الوقت، راهن المدرب الكتالوني على العودة تدريجيًا إلى الأسس التي جعلت فريقه آلة تنافسية مرعبة، وهو ما شهدته سلسلة الانتصارات المتتالية محليًا وأوروبيًا قبل الخسارتين أمام نيوكاسل وباير ليفركوزن.

تراجع سيتي قليلًا عن ضغطه العالي، وانخفضت معدلات استعادة الكرة في مناطق الخصم بشكل واضح، لكن الفريق حافظ على قدرته في التحكم بإيقاع اللعب، ورغم ذلك، فإن طريقة فرض السيطرة تغيرت من خلال الاستحواذ العميق في الثلث الأخير تراجع من نسب تفوق 70% إلى 62% فقط، ليتراجع الفريق خارج قائمة العشرة الأوائل في أوروبا في هذا المؤشر، كما قلّ متوسط التمريرات في كل سلسلة هجومية، وتراجع عدد الهجمات المنظمة الطويلة مقارنة بالموسم الماضي، في انعكاس لتحول عام في البريميرليج نحو كرة أكثر سرعة وعمودية.

السيتي يعود إلى جذوره بعد مغامرة الأسلوب المباشر

التحولات طالت أيضًا أدوار الظهيرين، فبعدما كانا يدخلان إلى عمق وسط الملعب لدعم البناء الهجومي، أصبحا أكثر اتساعًا بمسافة تقارب سبعة أمتار إضافية، وعلى المستوى الدفاعي، ضيّق جوارديولا عرض الخط الخلفي بشكل ملحوظ ليغلق المساحات الداخلية، في خطوة تجعل اللعب عبر الأطراف نموذجًا مناسبًا لريال مدريد لمحاولة تفكيك هذا التكتل.

ورغم كل هذا، يبقى مانشستر سيتي فريقًا أقل عدوانية في الضغط من السابق؛ خامس أعلى معدل PPDA -عدد التمريرات المسموح بها قبل القيام بإجراء دفاعي- في الدوري، وتراجع في الافتكاكات القريبة من منطقة الخصم، ما يمنح ريال مدريد فرصة لبناء اللعب من الخلف بقدر أكبر من الهدوء، لكن نقطة ضعف السيتي الأبرز تظل الكرات الثابتة، سواء على مستوى الفاعلية الهجومية أو الدفاعية، وهو جانب لطالما استغله ريال مدريد في السنوات الأخيرة.

باختصار، السيتي الذي يصل إلى البرنابيو ليس نسخة متحولة بالكامل، بل فريق غيّر بعض الطبقات دون المساس بجوهره، أقل هيمنة، أقل ضغطًا، أكثر ترابطًا، لكنه لا يزال الخصم نفسه الذي يعرفه ريال مدريد جيدًا، ذلك الفريق الذي يواصل إعادة تشكيل نفسه دون أن يفقد هويته الأساسية.

إقرأ على الموقع الرسمي