
هاي كورة – في الوقت الذي تتصاعد فيه الأصوات الغاضبة ضد ازدحام جدول المباريات في كرة القدم الحديثة، يُطلق خبراء الطب الرياضي ناقوس الخطر محذرين من أن الضغط البدني المتزايد يُهدد صحة اللاعبين على المدى القصير والبعيد، خصوصًا اللاعبين الشباب الذين يدفعون الثمن الأكبر.
وأشار دارين بيرجيس، رئيس شبكة الأداء العالي التابعة لفيفبرو، إلى أن معايير الراحة الحالية لا ترقى للحد الأدنى المطلوب وفقًا للأدلة العلمية ومعايير الصحة والسلامة المهنية العالمية، مؤكدًا أن الراحة الكافية ليست ترفًا بل “حق طبي وإنساني”.
واعتمد اتحاد فيفبرو على تحليل 70 رأيًا طبيًا مستقلًا للمطالبة بـ 12 إجراءً عاجلًا من أجل حماية اللاعبين، أبرزها:
- أربعة أسابيع راحة صيفية بعد نهاية الموسم
- أربعة أسابيع إعداد قبل الموسم
- يومان على الأقل بين كل مباراة وأخرى
- أسبوع راحة في منتصف الموسم
- فترات استشفاء بعد السفر لمسافات طويلة
- حماية خاصة للاعبين تحت 21 وتحت 18 عامًا
وإذا كانت كثافة المباريات مقلقة بشكل عام، فإنها تتحول إلى أزمة حقيقية لدى اللاعبين الشباب. فقد كشفت دراسة لشركة التأمين هاودن أن نسبة غياب لاعبي تحت 21 عامًا بسبب المرض أو الإصابة زادت بنسبة صادمة بلغت 187٪ خلال ثلاثة مواسم فقط (من 2020/21 إلى 2023/24).
هذا الارتفاع الكبير يُظهر كيف أن كرة القدم الحديثة لا ترهق اللاعبين فحسب، بل تُعرّض مستقبلهم المهني للخطر وهم في بدايته، وسط صمت غير مبرر من بعض الجهات المنظمة.
وفي ظل هذه المعطيات، تتعاظم الضغوط على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحادات القارية، وسط مطالبات بترجمة الوعود إلى قرارات حقيقية تضمن سلامة اللاعبين بدلًا من الاكتفاء بـ “توصيات غير ملزمة”.