سبورت 360 – وجد هانزي فليك نفسه أمام أول اختبار حقيقي منذ توليه قيادة برشلونة الإسباني بعد خسارتين متتاليتين أمام باريس سان جيرمان وإشبيلية،. وبينما دق البعض ناقوس الخطر، فضل المدرب الألماني التحلي بالهدوء، مكتفيًا بالقول إن “القلق مشروع، لكن لا داعي للذعر”، مؤكداً ثقته بقدرته على قلب الموازين بعد فترة التوقف الدولي.
وذكرت صحيفة “موندو ديبورتيفو” في تقرير مطول أن فليك قضى الأيام الأخيرة في تحليل دقيق لأسباب التراجع، وانتهى إلى تشخيص واضح، وهو نقص في الحدة البدنية والذهنية، وغياب للضغط الجماعي الذي كان سلاح الفريق في موسم الثلاثية.
خطة فليك للعودة تبدأ من العمل، فالألماني الذي لا يساوم على الجهد يريد استعادة روح الفريق التي صنعت النجاح الموسم الماضي، ويعتقد أن برشلونة فقد بعضًا من تلك الطاقة، وأن الوقت قد حان لإعادة بناء الشخصية المقاتلة داخل الملعب، وفليك لا يبرر الأداء، لكنه يقر بأن غياب لاعبين مؤثرين مثل رافينيا، لامين يامال، وفرمين أثر بشدة على المنظومة الهجومية، ومع عودة الثلاثي بعد التوقف، يرى أن الفريق سيستعيد الكثير من خطورته، خاصة في الضغط من الأمام والانتقال السريع بين الخطوط.
فليك يجهز ثورة فنية وتكتيكية لاستعادة روح الثلاثية بعد التوقف الدولي
أما تكتيكياً، فيدرس المدرب إجراء تعديلات محدودة دون التخلي عن فلسفته الهجومية، أبرزها يتمثل في نقل ماركوس راشفورد إلى مركز المهاجم الصريح، ليمنح حرية أكبر لرافينيا في الجناح الأيسر، مع إبقاء ليفاندوفسكي كورقة هجومية مؤثرة من على مقاعد البدلاء، وهذا التغيير قد يعيد التوازن المفقود في الثلث الأخير ويمنح الفريق حلولاً أكثر مرونة أمام الدفاعات المغلقة.
داخل غرفة الملابس، يركز فليك على الجانب النفسي بقدر الجانب الفني، ويدفع لاعبيه نحو النقد الذاتي الإيجابي، مع تعزيز روح المجموعة التي ميزت الفريق الموسم الماضي. تصريحات بيدري، كوبارسي، وحتى الحارس تشيزني، تعكس شعوراً جماعياً بالرغبة في الرد واستعادة الهيبة، وفي حال أتيحت له فرصة التدعيم في يناير، فلن يتردد المدرب في طلب قلب دفاع أيسر أو مهاجم بديل، لكن الأهم الآن هو استعادة النسخة الحقيقية من برشلونة، الفريق الذي لا يرضى إلا بالهيمنة والعمل حتى الصافرة الأخيرة.