كشفت إحصائية أجرتها «الإمارات اليوم» أن الرعاية التسويقية مقتصرة على الأندية الكبيرة في دوري أدنوك للمحترفين لكرة القدم، التي تمنحها قمصانها ميزة إضافية لزيادة مردودها المالي، وتدعم استقرارها الاقتصادي، ضمن خططها الاستثمارية في اللاعبين والبنية التحتية.
وأظهرت الإحصائية فجوة كبيرة في القدرات التسويقية بين الأندية الجماهيرية ونظيرتها الأقل تنافسية، وبدا ذلك واضحاً بحضور قوي لشراكات استراتيجية ممتدة لأندية الشارقة وشباب الأهلي والعين مع علامات تجارية متنوعة، فيما يعتمد خورفكان على راعٍ واحد (شركة كالتكس العالمية)، وتتعاون أندية مثل كلباء وبني ياس والوحدة مع رعاة محدودين نسبياً، والمفاجأة الكبرى تجسدت بغياب كامل للرعاية في أندية البطائح والعروبة ودبا الحصن.
وتلعب الشركات الراعية للأطقم دوراً محورياً في دعم أندية كرة القدم، لمساهمتها في توفير الموارد المالية التي تمكّن الأندية من المنافسة على أعلى المستويات.
ومع انتصاف مرحلة الإياب من دوري أدنوك للمحترفين، يبرز التفاوت الكبير بين الأندية في جدول الترتيب، ما يعكس الاستراتيجيات التجارية والقدرة لأندية المقدمة على جذب شركاء مميزين.
تنوع واستثمار قوي
يتصدر شباب الأهلي من ناحية عدد وتنوع الرعاة، وتتزين أطقمه بعدد كبير من العلامات التجارية البارزة، مثل (مجموعة عبدالواحد الرستماني - نيسان، وبن غاطي ومياه دبي ومجموعة كانو وسلطة دبي للمناطق الاقتصادية المتكاملة - دييز، وسن أند ساند سبورت)، وهو التنوع الذي يعكس قدرات النادي في استقطاب شركاء كبار في مختلف القطاعات، ما يعزز موارده المالية ويمنحه تفوقاً تجارياً واضحاً.
ولا يقل العين قوة، إذ تظهر على أطقمه علامات مرموقة مثل (بنك أبوظبي الأول ونيرفانا للسياحة وساس العقارية وإثمار الدولية القابضة).
ويتميز العين في شراكته مع مؤسسات مالية وعقارية كبيرة، ما يعكس استقراره الاقتصادي وقوة علامته التجارية خصوصاً بعد تتويجه بدوري أبطال آسيا للمرة الثانية في تاريخه ومشاركته المنتظرة في كأس العالم للأندية الصيف المقبل.
ويحظى ناديا الوصل والنصر برعاية شركات التطوير العقاري، إذ يرعى «الإمبراطور» كل من (شركة هنا للتطوير العقاري ومركز دبي العقاري والوثبة للتأمين وتداوي)، فيما يرعى «العميد» شركات بارزة مع (شوبا العقارية وسامانا للتطوير العقاري وديمكس - دبي للخرسانة الجاهزة وبنك الإمارات الإسلامي).
وفي المقابل، يعتمد عجمان على رعاة رئيسين مثل (مصرف عجمان والراسخون للعقارات)، بينما لدى الوحدة رعايتان فقط مع إكويتي للوساطة في تداول العملات والأوراق المالية ومستشفى برجيل لكنهما لا تظهران في واجهة القميص، بل تظهر الأولى على الكتف والثانية على الظهر.
رعاية بطابع محلي
يعتمد الشارقة على شراكات ذات طابع بارز داخل «الإمارة الباسمة»، مثل المنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي وهيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة عبر مصنع مياه زلال، بالإضافة إلى مستشفى الجامعة بالشارقة والوطنية للدهانات، وتدل هذه الرعايات على ارتباط النادي بمؤسسات قوية محلياً، ما يعزز حضوره التجاري في الإمارة.
استقرار وشراكات محدودة
ويعتمد الجزيرة على شراكة محدودة لكنه مستقر مع مبادلة التي تُعد شراكة فارقة كونها ظلت تظهر على القميص منذ مشاركة «فخر أبوظبي» في كأس العالم للأندية 2017 ومن وقتها ظلت تزين طقم ملابس الفريق.
وهي الحال نفسها مع نادي بني ياس الذي يحظى بشراكة مع مصرف أبوظبي الإسلامي ونادي كلباء مع هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير - شروق، وخورفكان مع شركة كالتكس العالمية - الموزعون المعتمدون لزيوت كالتكس وإينوك.
رعاية فريدة
ونجح نادي الجزيرة في توفير راعٍ رسمي ليس فقط لقميص المباريات وإنما كذلك لقمصان التدريبات بتوقيعه لعقد مع شركة كانو للطاقة التي أصبح شعارها يظهر على قمصان التدريبات للفريق، وهي نوعية من الرعاية التي لم يوقعها أي نادٍ آخر.
مساحات خضراء في 3 أندية
في الوقت الذي تتزين فيه قمصان 11 نادياً برعاية تمنح الأندية ميزة مالية فإن المفارقة الكبرى تظهر في أندية البطائح والعروبة ودبا الحصن، التي لا تملك أي رعاة على الإطلاق، ما يضعها في موقف صعب من ناحية تأمين الموارد المالية اللازمة لدعم مسيرتها في الدوري والاعتماد بشكل كامل على الدعم الحكومي، لكن في الوقت نفسه فإنها تعد بمثابة مساحات خضراء يمكن للرعاة الحصول عليها.
الفردان: عقود الرعاية تتم بجهود شخصية
إبراهيم الفردان: من الضروري أن يحصل الرعاة على منافع متبادلة، مثل إمكانية الوصول إلى بيانات المشجعين لتعزيز الترويج لمنتجاتهم.
دعا النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة نادي النصر المختص في الاستثمار الرياضي إبراهيم الفردان، إلى ضرورة الاستفادة من شركات التسويق المختصة، بحيث تُمنح امتيازاً لجلب الرعاة مقابل الحصول على نسبة من قيمة عقود الرعاية، ما يسهم في تعزيز الاستثمارات وتطوير العوائد المالية للأندية.
وقال الفردان لـ«الإمارات اليوم»: «إن شركات عدة من التي تقدم الرعاية للأندية، خصوصاً شركات التطوير العقاري والبنوك، يكون دافعها الأساسي هو المسؤولية الوطنية»، مشيراً إلى أنه «من الضروري أن يحصل الرعاة على منافع متبادلة، مثل إمكانية الوصول إلى بيانات المشجعين لتعزيز الترويج لمنتجاتهم».
وحول السبب وراء الفجوة الكبيرة في سوق الرعاية بين الأندية، قال الفردان إن عقود الرعاية يتم إبرامها بجهود شخصية، من خلال اتصالات فردية من أعضاء مجالس الإدارة أو أقطاب النادي بالشركات الراعية، وشدد الفردان على أهمية تنظيم مؤتمر يجمع الأندية والجهات المعنية لبحث سبل تطوير سوق الرعاية الرياضية، مع ضرورة الإعداد الجيد له.
. الشركات الراعية للأطقم تلعب دوراً محورياً في دعم أندية كرة القدم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news