2025/08/20 - 11:28 صباحًا

هاي كورة – مقال للصحفي دومينيك غارسيا – الموندو
” يقولون إن الموسم الثاني هو الأصعب لأي مدرب يحقق النجاح من أول محاولة، ومع هانز فليك تبدو هذه المقولة صحيحة تمامًا، فبعد موسم أول مذهل قاد فيه برشلونة إلى ثلاثية محلية تاريخية، وجد المدرب الألماني نفسه في بداية تحدٍّ جديد: كيف يحافظ على الروح نفسها ويمنع الانزلاق إلى الرضا عن النفس؟
في سون مويكس، ظهر الوجه الحقيقي لفلسفة فليك، لم ينشغل بالاحتفال بما حققه في الماضي، بل كان صارمًا وعمليًا، سجّل ملاحظاته على لاعبيه ليواجههم بها لاحقًا خلف الأبواب المغلقة. لم يكن حديثه ليجامل أو يخفف من وقع الحقيقة: الفريق، رغم فوزه، لم يظهر بالحدة المطلوبة.
أداء برشلونة أمام مايوركا كان خير دليل، منذ طرد المنافس ولعبه بتسعة لاعبين في الدقيقة 38، خُيّل لنجوم البارسا أن المباراة انتهت، لكن ما تلا ذلك كان محبطًا: تجول بلا روح، غياب الحماس، ونزعة خطيرة للاسترخاء، وهو ما اعتبره فليك غير مقبول من فريق بطل، الفوز بالنسبة له ليس مجرد نتيجة على لوحة الملعب، بل أداء يعكس شخصية الفريق حتى صافرة النهاية.
وجاءت لقطة رايلو لتضيف بعدًا آخر للنقاش. سقوطه البطيء لم يكن عفويًا، بل مشهد تمثيلي مدروس: بعد أن شتّت الكرة برأسه، تابع مسارها، وعندما رأى أن الخطر لا يزال قائمًا، قرر أن ينهار على الأرض وكأن ضربة قاتلة أصابته. الحكم لم ينخدع، واحتُسب الهدف. لكن الأخطر أن مثل هذه الممارسات باتت ثقافة في كرة القدم الإسبانية، ثقافة تُسيء للعبة أكثر مما تخدمها.
فليك، في أول ظهور له بالموسم الجديد، أرسل رسالة واضحة: البارسا لن يعيش على أمجاد الموسم الماضي، والرضا عن النفس هو العدو الأكبر، إن أراد الفريق أن يحافظ على مكانته ويكتب التاريخ من جديد، فعليه أن يلعب كل دقيقة وكأنها حاسمة، بلا تراجع ، وبلا استهتار.”