صلاح بقميص ليفربول..عَثرة على الطريق تُسقِط القِناع

فتح تراجع مستوى صلاح باب الانتقادات، منها ما كان نقداً بناءً مُستند على أسس منطقية، ومنها ما كان خارج عن أي سياقٍ مقبول.

وبرز اسم أسطورة مانشستر يونايتد بول سكولز في قائمة المُهاجمين لصلاح، وتناقلت الصحف العالمية تصريحاته الجارحة التي يرى الكثيرون أنها تفتقد الحجة والمنطق.

وقال سكولز في أبرز ما تضمنه تصريحه المُثير للجدل :”بالطبع صلاح يجب أن يكون على الدِكة حينما لا يؤدي بصورةٍ طيبة، هو لا يلعب جيداً”.

وتابع :”أنا رأيت دائماً أن الكرة التي يُقدمها تَتسم بالقُبح في أوقاتٍ حتى حينما كان يُسجل الأهداف”.

وأضاف قائلاً :”الكرة ترتبك بين قدميه، لقد كان يُقدم بعضاً من أسوأ الأمور التي يُمكنكَ أن تراها من لاعب مُهاجم”.

المُلفت في الأمر أن تصريح سكولز الأخير يتعارض مع تصريحٍ له هو شخصياً في السادس من مارس 2023 حينما تغنى بقدرات صلاح بعد فوز ليفربول التاريخي على مانشستر يونايتد بنتيجة 7-0.

حينها فرض صلاح نفسه نجماً فوق العادة، ونجح في تسجيل هدفين.

وقال سكولز في تصريحاتٍ صحفية أعقبت المُباراة :”أعتقد أن صلاح كان رائعاً، ليس فقط بفضل أهدافه، ولكن بفضل أدائه بشكلٍ شامل”.

وأضاف :”أعتقد أن صلاح أظهر نقاط قوته ولمسته الرائعة وجودته، علاوة على قيمة تمريرته في الهدف، لقد كان عبقرياً”.

August – Mo Salah 🆚 Manchester United pic.twitter.com/xp7HgJNpBq

— Liverpool FC (@LFC) December 31, 2024

أرقام تُنصف الملك المصري

وللرد بشكلٍ منطقي ومُفصل أكثر على سكولز يكفينا أن نُذكره ونُذكر أنفسنا بأن النجم الموهوب القادم من أرض مصر هو الهداف التاريخي لديربي شمال إنجلترا بين ليفربول ومانشستر يونايتد.

ومُجرد ذكر هذه الحقيقة هي وسام على صدر صلاح، لأن المُتابع جيداً لمسيرته يتذكر أنه كان يُعاني أمام اليونايتد في بداية رحلته الإنجليزية، ولكنه نجح في تيسير الطريق الصعب.

وتُشير الإحصائيات إلى أن محمد صلاح لعب 18 مُباراةً ضد مانشستر يونايتد سجل فيهم 16 هدفاً وصنع 6 أهداف.

أما بالانتقال لنقطة كرة القدم القبيحة التي أثارها سكولز، فيكفينا أن نُذكر الناس بأهدافٍ ساحرة ستظل خالدة في سِجلات الدوري الإنجليزي، ومن بينها هدفه الأسطوري في مانشستر سيتي بعد فاصل مهاري رفيع المستوى.

Sensational, Mo 🙌

An incredible solo goal from Salah against Manchester City 💪 pic.twitter.com/lIE7A8pJKB

— Liverpool FC (@LFC) March 9, 2024

أو هدفه في توتنهام بعد مُراوغة أكثر من لاعب داخل منطقة الجزاء.

That time, Salah tricked Tottenham players 😭😂pic.twitter.com/wsXDfqGHq7 https://t.co/dztihi76US

— Idris 💫 (@idris_lfc1) September 18, 2025

أو تصويبته الصاروخية في شباك تشيلسي.

It just gets better from every angle 🤤🤩 pic.twitter.com/6KgsQ6f3bb

— Liverpool FC (@LFC) July 20, 2020

أو هدفه الخيالي في مرمي إيفرتون، والذي نال بسبب جائزة بوشكاش لأجمل أهداف العام على مستوى العالم.

💫 @MoSalah‘s derby stunner has been nominated for the 2018 FIFA #Puskas Award. 💫

Vote now 👉 https://t.co/2afTicleja pic.twitter.com/0Zws6muizn

— Liverpool FC (@LFC) September 10, 2018

ولعل سكولز وغيره يعلمون أننا إن فتحنا هذا الباب سنحتاج لسردٍ طويل لا يُمل منه.

اللافت في الأمر أن سكولز في تاريخه لعب 33 مُباراة ضد ليفربول في ديربي شمال إنجلترا، أي ما يقترب من ضعف عدد مُباريات صلاح، لم يُسجل خلالهم سوى هدفين وصنع هدفاً، أي أن لقطات توهجه نادرة جداً في إطار التنافس الناري بين الناديين (مع التسليم طبعاً بأدواره التكتيكية الهامة).

أنانية مزعومة تُنكرها الأرقام

ومن بين التصريحات التي تداولها جمهور ليفربول في الساعات الأخيرة تصريحاً قديماً لأسطورة النادي جرايم سونيس الذي وصف صلاح بأنه “أكثر لاعب أناني شاهده في حياته”.

واستند سونيس في إدعاءه على خصومة صلاح مع ساديو ماني حينما تزاملا سوياً في قلعة الريدز.

ولكن الأرقام التي لا تعرف الأهواء تُنصف صلاح في هذه النقطة، إذ تُشير إلى أن النجم المصري صنع 17 هدفاً للنجم السنغالي.

ويُعد صلاح هو أكثر من صنع أهدافاً للنجم السنغالي بين نجوم ليفربول بالتساوي مع زميلهما الثالث روبرتو فيرمينو.

Salah and Mane with a classy counter 🙌

20/08/18 🗓️ pic.twitter.com/vBZvtRdsp6

— Liverpool FC (@LFC) September 25, 2025

وللرد على سونيس بشكلٍ مُباشر، يُمكننا تذكيره أنه لعب 359 مُباراة مع ليفربول صنع فيها 40 هدفاً فقط، في حين لعب صلاح 413  مُباراةً مع الريدز صنع فيها لزملائه 116 هدفاً.

ولا يجب أن يتم وصف صلاح بالأناني أبداً، فجمهور ليفربول لايزال يتذكر هدايا النجم المصري لنجوم الخط الأمامي في مُباريات الموسم الماضي، وعلى رأسهم بطبيعة الحال داروين نونيز.

أسباب تراجع مستوى صلاح

وإذا أردنا تحليل أسباب تراجع مستوى صلاح علينا في البداية التأكيد أن فترات الصعود والهبوط هي مصير لا مفر منه في تاريخ أي لاعب.

ومن الطبيعي أن يتراجع مستوى أي لاعب خاصةً مع تقدمه في العُمر، لكن لا يجب إغفال أن النسخة الأفضل من النجم المصري لم تذبل أوراقها بعد، فالمجد الذي تحقق الموسم الماضي لايزال في الأذهان.

ولايزال قطاع عريض من جمهور ليفربول يؤمن بأن صلاح هو صاحب الدور الأكبر في التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الموسم الماضي.

وجسد تألقه بالاستحواذ على جائزة الهداف (29 هدفاً) ، وجائزة أفضل صانع أهداف(18 هدفاً)، وجائزة أفضل لاعب في  المسابقة، وتُوج فيما بعد بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا خلال العام.

ولا يجب إغفال حقيقة أن صلاح اعتاد خلال السنوات الماضية على شراكته مع ترينت أرنولد، ومع رحيله أصبح النجم المصري مُلزماً بالتعاون مع الشاب كونور برادلي أو الوافد الجديد فريمبونج.

وبالتأكيد سيحتاج النجم المصري قدراً من الوقت للتعامل مع التغيرات الجديدة، خاصةً أيضاً أن الخط الهجومي تغير بالكامل، مع عدم إغفال حقيقة أن الجميع  في ليفربول لايزال مُتأثراً بوفاة ديوجو جوتا وعلى رأسهم صلاح زميله المُقرب.

وينتظر مُشجعو صلاح حول العالم استفاقته خلال الأسابيع القادمة ليُثبت للجميع أن لكل جواد كبوة، وبعد كل كبوة يحين موعد الصحوة.

pic.twitter.com/DrTJpnwclE

— Mohamed Salah (@MoSalah) August 16, 2025

شاهد أيضًا: