
هاي كورة (رأي خاص بالصحفي ألفريدو مارتينيز – SPORT)
في خضم صيفٍ مضطرب لم يعرف له النادي الكتالوني هدوءاً، برز ملف شارة قيادة الحارس الألماني مارك تير شتيغن كآخر فصول هذا الصراع الداخلي.
حاولت الابتعاد قليلاً عن ضجيج الموسم الجديد، لكن برشلونة كما هو، لا يتركك تفارق تفاصيله حتى 24 ساعة.
القضية بدأت بسوء إدارة واضح في التعامل مع الأزمة من البداية، مما دفع تير شتيغن إلى مسار تصادمي مع الإدارة، وهو طريق كان خاسراً في الأساس.
قبل بيان النادي الأخير يوم الجمعة، كنت متأكداً أن عودة تير شتيغن بقميص برشلونة تبدو أمراً بعيد المنال رغم وجود عقد يمتد حتى 2028.
بعض المصادر تشير إلى أن تراجع الحارس جاء متأخراً جداً.
سحب شارة القيادة لم يكن قراراً سهلاً، حرمان قائد من شرف تمثيل الفريق في غرفة الملابس ورفع الشارة عن ذراعه كسر قدسية تقاليد النادي، لكن الإدارة وجدت نفسها مضطرة لاتخاذ هذا الإجراء للحفاظ على سلطة المدرب وحماية هيبة الفريق.
عادةً، يختار اللاعبون قائدهم بحرية، لكن هنا فرضت الظروف على النادي خطوة استثنائية.
أنا أعرف مارك جيداً، لأكثر من عشر سنوات، ومن الصعب أن أتصور هذا العناد في شخصيته.
ربما كان النادي بحاجة إلى مزيد من الحكمة في التعاطي مع قائده الأول، خاصة في لحظة حساسة.
من الطبيعي أن برشلونة ينظر إلى المستقبل، حيث يرى في جوان غارسيا خياراً واعداً، فضلاً عن أن أداء تير شتيغن المتراجع وعمره (33 عاماً) أثارا قلق الإدارة.
لكن كل ذلك لا يعفي النادي من واجب الحوار مع لاعب قضى 11 موسماً في قلعة برشلونة، وشرح خططه له بوضوح.
الشعور بالاستبعاد دفع تير شتيغن إلى تشدد جعله في موقف خسِر فيه الكثير، خصوصاً في علاقة الجمهور به التي بدأت تهتز بسبب تصرفاته التي بدت متعالية، مع استحضار مواقف سابقة لم تكن لصالحه.
آمل أن يكون البيان الأخير نقطة تحول حقيقية، إعادة شارة القيادة ليست سوى خطوة أولى، أما الخطوة الأكبر فهي استعادة محبة الجماهير وثقة الفريق.
بالنهاية، الكل سيخرج رابحاً، لكن النادي وحده هو الخاسر إذا استمر الصراع.
لأن برشلونة، كما يعلم الجميع، دائماً وأبداً، فوق أي لاعب مهما كان مكانته.