فرض رافينيا نفسه نجماً فوق العادة لنهائي كأس السوبر الإسباني يوم الأحد الماضي ضد الغريم التقليدي ريال مدريد، وكان طبيعياً أن يُتوج بجائزة رجل المُباراة.
لم يكتسب الانتصار مكانته الملحمية بسبب ضخامة النتيجة أو قيمة المُنافسين فقط، ولكن أيضاً لأن بطل الأمسية كان مُرشحاً للخروج من الباب الضيق قبل شهور فقط.
لم تذرف عينا رافينيا دموع التذمر من حِدة ألسنة الساخرين، بل شحذ همته كبطلٍ أسطوري وقرر أن يكون رده في الملعب بالأداء والعمل، ونجح بدون مُبالغة في تقديم الدرس لكل من يهمه الأمر.
نضج فني يحمل الشعار البرازيلي
المُتابع لمُباريات برشلونة يشعر بالتأكيد أن النجم البرازيلي رافينيا وصل لدرجة نضج فني عالية للغاية، فالرجل لا يُسجل الأهداف ويصنعها فحسب، بل تظهر جودته في كل التفاصيل.
يُحدث رافينيا الفارق في الثلث الأمامي لفريق برشلونة بفضل جودة تحركاته بين الخطوط، وحُسن اختيار توقيت انطلاقاته، والدقة في استغلال ثغرات المُنافسين، ومعرفة متى عليه الركض ومتى عليه استخدام العقل ومتى يحين وقت التمرير ومتى لا يجوز سوى التسديد.
لا يعتمد رافينيا على قدمه اليسرى فقط في التصويب (القدم المُفضلة)، ولكنه قادر على استخدام قدميه بنفس الكفاءة، وأظهر خلال لقاء الكلاسيكو مهارة التسديد الرأسي بنفس الجودة التي يملكها أساطير مركز رأس الحربة.
يُجيد رافينيا اللعب في مركز الجناح الهجومي الأيمن، ولكن مع تألق لامين يامال اللافت برزت حاجة الفريق للتعويل على الموهبة البرازيلية في الجانب الآخر، ونجح بالفعل في مهمته الجديدة ليُثبت بالتجربة أن مرونته التكتيكية تجعله عُنصراً مُميزاً لا يُمكن الاستغناء عنه.
Gavi x Raphinha 🌟 pic.twitter.com/MnW9vvZGmD
— Barça News (@BarcaNewsFRA) January 12, 2025
باب الخروج وإهانة القميص رقم 11
من تابع أخبار فريق برشلونة خلال الشهور الأخيرة يُدرك أن الاتجاه العام في النادي خلال الميركاتو الصيفي الماضي كان يسير في طريق التخلص من رافينيا ! .
وأشارت صحيفة سبورت الكتالونية على سبيل المثال في مقالٍ نشرته في مايو الماضي إلى تفكير الإدارة في بيع رافينيا من أجل الحصول على توقيع النجم الإسباني الشاب نيكو ويليامز لاعب أتلتيك بيلباو.
وحينها حذرت الصحيفة الكتالونية النجم البرازيلي من البقاء في النادي في حالة قدوم ويليامز، وأكدت على أنه سيلعب دوراً ثانوياً مع الكتلان إذا اختار البقاء.
ومع كثافة الحديث عن صفقة ويليامز انجرف بعض مُشجعي برشلونة في هذا المسار، وبدأت صور ويليامز المُركبة بالقميص رقم 11 في الانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دون مُراعاة أن رافينيا هو صاحب القميص حالياً.
وعبّر رافينيا في تصريحاتٍ صحفية في أكتوبر الماضي عن امتعاضه من تلك الصور، وقال حينها :”لقد رأيت منشورات بهذا القميص عبر إنستجرام، أعتقد أنها كانت مزحة سيئة، وتُظهر عدم احترام”.
وأضاف :”الناس تحتاج إلى أن تحترم اللاعبين هُنا، نحن نُعطي أفضل ما لدينا ونُحارب من أجل النادي، رؤية هذه الصورة كانت أمراً غير لطيف بالنسبة لي، وكانت بمثابة قلة احترام لي”.
وأكمل رافينيا :”بالطبع يحق للجمهور أن يفعل ما يُريد، ولكني شعرت بالألم بعض الشيء في هذه اللحظة”.
Raphinha via IG, replying to a fan who bought a Barça jersey with Nico Williams’ name at the back and the number 11. pic.twitter.com/ya05TrbXdL
— Barça Universal (@BarcaUniversal) August 13, 2024
نكران غير مُستحق
امتعاض رافينيا لم يطال فقط بعض جماهير النادي، ولكنه طال أيضاً الإدارة والأخبار التي سربتها للصحافة بشأن التفكير في بيع النجم الشاب في الصيف الماضي.
وقال رافينيا في تصريحاتٍ صحفية نشرها موقع فوتبول إسبانيا في نهاية أكتوبر الماضي :”حينما تقرأ أموراً سيئة، فمن المُستحيل ألا تجعل عقلك يُفكر في الأمر، لن أكون في مكانٍ لا يُريدوني فيه”.
وتابع :”أتذكر أنني في الإجازة سمعت أنهم يرغبون في بيعي، وشعرت حينها بأني سلعة، نحن لدينا مشاعر وأطفال، ولسنا من أصحاب الدم البارد”.
وبالتأكيد يُحسب لرافينيا الاحترافية الشديدة في التعامل مع هذه المُعطيات التي قد لا يتقبلها الكثير من اللاعبين، خاصةً أنه إذا أراد فإن الكثير من الأندية الأوروبية وغير الأوروبية ترغب في الحصول على خدماته.
MVP pic.twitter.com/52LVOPcBY9
— FC Barcelona (@FCBarcelona) January 12, 2025
الأرقام تُنصف موهبة رافينيا
أزال رافينيا الغُبار السام الذي تطاير عليه في الصيف، وشمر عن ساعديه ليُظهر للجميع قدراته الاستثنائية، ونجح في صناعة الفارق هجومياً هذا الموسم.
وليس من الصعب أن يعترف الجميع أن رافينيا كان رجل كل المُباريات الكبرى لبرشلونة هذا الموسم، فهو من قاد الفريق للفوز على ريال مدريد في كلاسيكو الليجا والسوبر، وهو من قادهم للفوز على بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند في دوري الأبطال بعد سنوات الهزائم المرة.
سجل رافينيا هذا الموسم 19 هدفاً مع برشلونة وصنع 11 هدفاً في 27 مُباراةً في كافة المُسابقات.
وبالنظر إلى أرقامه بشكلٍ دقيق نجده لعب 19 مُباراة في الدوري الإسباني، سجل فيهم 11 هدفاً وصنع 8 أهداف (19 إسهام تهديفي في 19 مُباراة).
وفي دوري الأبطال لعب رافينيا 6 مُباريات سجل فيهم 6 أهداف وصنع هدفين (8 إسهامات تهديفية في 6 مُباريات).
وفي كأس السوبر سجل رافينيا هدفين في المُباراة النهائية ضد ريال مدريد.
وبالنظر للمُباريات الكبرى بشكلٍ أكثر تحديداً، نجد أن رافينيا سجل 3 أهداف “هاتريك” في فوز برشلونة على بايرن ميونخ بنتيجة 4-1 في دوري الأبطال يوم 23 أكتوبر الماضي.
رافينيا يسجل الهدف الرابع لبرشلونة ويبصم على هاتريك تاريخي في شباك البايرن 😮⚽️#دوري_أبطال_أوروبا pic.twitter.com/BLEI9t92Ke
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) October 23, 2024
وسجل هدفاً حاسماً في فوز برشلونة على بوروسيا دورتموند يوم 11 ديسمبر الماضي في دوري الأبطال أيضاً ليفوز الكتلان 3-2.
وفي كلاسيكو الليجا يوم 26 أكتوبر، سجل رافينيا هدفاً وصنع آخر ليُساهم بشكلٍ فعّال في فوز برشلونة على غريمه بنتيحة 4-0 في سانتياجو برنابيو.
وفي كلاسيكو السوبر يوم 12 يناير، سجل رافينيا هدفين وصنع آخر، ليُساهم من جديد في فوز فريقه التاريخي بنتيجة 5-2.
صوتية ssc و انفجار مدرج الجوهرة مع هدف رافينيا 🎵😍
pic.twitter.com/Lwk1HYIH6A
— علي يعقوب (@aliyagob_PL) January 12, 2025
شاهد أيضًا: