اعتبر المحلل الرياضي، سبيت خاطر، أن إخفاق المنتخب مسؤولية المدرب واللاعبين وليس تقصيراً إدارياً، كما أن اتحاد كرة القدم لا يتحمل مسؤولية عدم تأهل المنتخب الوطني إلى كأس العالم 2026، عقب خسارة الفريق أمام نظيره العراقي 1-2، أول من أمس، في ختام تصفيات الملحق الآسيوي، لافتاً إلى أن الاتحاد وفر السبل كافة التي تساعد على نجاح «الأبيض» في التأهل.
وقال خاطر لـ«الإمارات اليوم» إن خروج المنتخب جاء بطريقة غير متوقعة، موضحاً أن الأجواء التي عاشتها الرياضة الإماراتية في الفترة الماضية عكست حالة كبيرة من التلاحم والتعاون بين المؤسسات الرياضية، من اتحاد الكرة إلى الرابطة والمجالس الرياضية، وهو ما أوجد حالة تفاؤل واسعة قبل خوض المباريات الحاسمة، وأضاف: «الجميع عمل على توفير كل أسباب النجاح من تأجيل مباريات الدوري إلى تلبية كل طلبات الجهاز الفني إلا أن الواقع الفني كشف لاحقاً عن مشكلات ظهرت تدريجياً خلال المباريات».
وأوضح أن قراءة الأرقام كانت تشير إلى إمكانية تحقيق نتائج جيدة، حيث فاز المنتخب في المباريات الودية الأربع وسجل تسعة أهداف مقابل ثلاثة فقط استقبلها، ما يؤشر إلى قوة هجومية واضحة، لكن المشكلة الدفاعية كانت موجودة منذ البداية ولم يتم تصحيحها.
وأضاف: «المنتخب في المباريات الرسمية فاز في مباراة واحدة فقط، واستقبل سبعة أهداف وسجل ستة، وهي محصلة تؤكد أن المشكلات الدفاعية من الوديات استمرت من دون حلول».
وأشار خاطر إلى أن تعدد التغييرات وعدم الاستقرار على التشكيلة المناسبة أثرا بشكل مباشر على أداء المنتخب، معتبراً أن المدرب لم يركز على تفاصيل مهمة تخص نوعية اللاعبين وأدوارهم، كما شدد على أن الحديث المتكرر عن مشكلة الكرات العرضية والتحذيرات من ارتكاب الأخطاء لم تُترجم إلى حلول عملية داخل الملعب، خصوصاً أن البطولات الإقصائية لا تمنح فرصة للتعويض.
وتابع: «الأداء الجيد أمام العراق كان مشرفاً، وقدم المنتخب مباراة قوية، ورغم ذلك استحق المنتخب العراقي التأهل، حيث إن الأخطاء واردة في كرة القدم».
ودعا سبيت خاطر إلى تقييم المشروع الفني للمنتخب بصورة متأنية، لمعرفة أين وصل البرنامج الفني وما الذي يجب تطويره في المرحلة المقبلة، بينما تساءل عن أسباب عدم ظهور المنتخب بهذا المستوى منذ بداية البطولة، معتبراً أن المدرب تأخر في التعرف إلى العناصر الأنسب للتشكيل والطريقة الأكثر ملاءمة.
وأشاد بأداء يحيى نادر في المباراة الأخيرة، مؤكداً أنه قدم واحدة من أفضل مبارياته، وصنع هدفاً، وفرض حضوراً كبيراً في خط الوسط، واعتبره أكثر تأثيراً من نيكولاس خيمينيز في المركز نفسه، وقال: «كرة القدم لا تنصف دائماً، لكن الثقة يجب أن تبقى حاضرة، إذ إن النجاح يحتاج إلى تكرار المحاولة وعدم الاستسلام».
وبيّن أن اتحاد الكرة قدّم كل التسهيلات الممكنة للمنتخب، والجمهور كان سنداً قوياً داخل الإمارات وخارجها، والجميع عمل بروح واحدة، نافياً أن يكون الإخفاق بسبب تقصير إداري، وأكد أن المسؤولية متقاسمة بين المدرب واللاعبين، فهناك أخطاء فنية تخص اختيارات المدرب، وأخطاء سببها تركيز اللاعبين داخل الملعب.
وعن تصريح إسماعيل، مطر بعد المباراة، بعدم تحميل المدرب أولاريو كوزمين المسؤولية، أوضح خاطر أن وجهة نظره تختلف، مشيراً إلى أن المدرب يتحمل جزءاً من المسؤولية بسبب قرارات غير موفقة، منها إشراك لاعبين في غير مراكزهم أو الاعتماد على تغييرات مستمرة دون استقرار على تشكيل يمنح الانسجام المطلوب، وأكد أن المنتخب يمتلك عناصر مميزة، وكان من المفترض الاستفادة منها بشكل أفضل.
أما بالنسبة إلى ما يتعلق بالمرحلة المقبلة، رأى أن بطولة كأس العرب تمثل فرصة مهمة للمنتخب، سواء للمدرب أو للاتحاد، لتصحيح الأخطاء وبناء استقرار فني واضح، وشدد على ضرورة عقد جلسة واضحة بين الطرفين لتحديد الأهداف طويلة المدى والعمل على معالجة المشكلات الدفاعية من الآن، مشيراً إلى أن الزمن لا ينتظر أحداً وأن العمل يجب أن يبدأ فوراً استعداداً لخوض كأس آسيا 2027.
وختم بأن المنتخب يملك مقومات النجاح، وأن آخر مباراة تمنح مؤشراً يمكن البناء عليه، داعياً إلى مواصلة العمل بثقة دون يأس، لأن الطريق نحو تحقيق الأهداف يحتاج إلى صبر وجهود متواصلة.
. المدرب كوزمين لم يركز على تفاصيل مهمة تخص نوعية اللاعبين وأدوارهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

2 hours ago
5












English (US) ·