ريال مدريد و باريس سان جيرمان.. مواجهة أعمق من مجرد نصف نهائي

هاي كورة – ( اريتز غوبيلوندو – اس ) – مقال صحفي

في العلن، يُفضل ناصر الخليفي، رئيس باريس سان جيرمان، عدم التطرق لريال مدريد. أما في الخفاء، فتدور معركة مؤسساتية بين الناديين باتت تمتد اليوم إلى الساحة الرياضية. ففي تصريحات نقلتها صحيفة آس بعد ساعات فقط من تأهل الفريق الفرنسي لمواجهة ريال مدريد في نصف نهائي كأس العالم للأندية، قال مصدر من داخل باريس:

“هذه مجرد بداية عصرنا، بفريق شاب وثقافة جديدة داخل النادي.”

المواجهة ضد ريال مدريد ليست مجرد مباراة أخرى. إنها نهائي مبكر على لقب عالمي، الأول في تاريخ البطولة بنظامها الجديد، كما أنها تمنح 27 مليون يورو للفائز، لكنها قبل كل ذلك تصطدم فيها رؤيتان كرويتان متباعدتان تمامًا: رياضيًا، مؤسساتيًا، وحتى شخصيًا.

المواجهة تحمل وجوهًا عدة:

• لويس إنريكي ضد تشابي ألونسو
• الخليفي ضد فلورنتينو بيريز
• ومبابي الماضي ضد مبابي الحاضر

في باريس، ينظرون إلى ريال مدريد باعتباره “الوحش الأكبر”، الخصم الذي لا يُقارن، الصحفيون الفرنسيون المرافقون للفريق منذ بداية البطولة كانوا يرون دائمًا أن الريال هو العقبة الحقيقية في طريق التتويج.

هناك شعور عميق بأن كل ما يحققه باريس سان جيرمان لن يكتمل أو يُعترف به إلا إذا جاء على حساب ريال مدريد. ففي كرة القدم الأوروبية، هناك “قانون غير مكتوب” يقول إن من يريد أن يُثبت أنه الأفضل، يجب أن يتجاوز عقبة مدريد. فعلها مانشستر سيتي سابقًا، والآن حان دور باريس.

الرغبة في تحقيق هذا الإنجاز تزداد في باريس، خاصة في ظل الصراع المؤسسي بين رئيس رابطة الأندية الأوروبية الخليفي، ورئيس مشروع دوري السوبر الأوروبي فلورنتينو بيريز.

وعندما سُئل الخليفي عن احتمالية مواجهة الريال قبل لقاء بايرن، رد ببرود: “عندما نصل إلى نصف النهائي سنتحدث، الآن علينا التفكير في ربع النهائي.”

ومنذ ذلك الحين لم يُدلِ بأي تصريح حول اللقاء المرتقب.

العلاقات بين الناديين توترت كثيرًا في السنوات الأخيرة، ليس فقط بسبب التنافس الرياضي، بل بسبب الصفقات الكبرى وأبرزها ملحمة مبابي.

انتقال النجم الفرنسي إلى ريال مدريد بعد صراع طويل بين الطرفين خلّف حالة من المرارة لدى مسؤولي باريس، تجاه اللاعب والنادي الذي خطفه.

ورغم رحيل “الغلاكتيكوس” (ميسي، نيمار، مبابي)، يرى الباريسيون أن الفريق بات أكثر قوة وتماسكًا بقيادة لويس إنريكي.

“المشاكل التي كانت لدينا أصبحت الآن عند مدريد”، يقول أحد المقربين، في إشارة واضحة إلى قضية مبابي الحالية.

كل هذه العوامل تُضفي طابعًا خاصًا على المواجهة المرتقبة بين باريس سان جيرمان وريال مدريد. في باريس، هناك رغبة كبيرة في هزيمة مدريد، أما لويس إنريكي، فهو مقتنع بأن الانتصار على الفريق الملكي سيمنح ناديه بُعدًا جديدًا تمامًا.”