وفي حلقة جديدة من “روشتة رمضان” سوف نسلط الضوء على موسم ريال مدريد وأفكار كارلو أنشيلوتي وقصة الأخوة الأعداء داخل النادي الملكي.
وبدأ نادي ريال مدريد الإسباني، موسمه 2024-2025، بتحقيق لقب السوبر الأوروبي على حساب أتالانتا الإيطالي، بثنائية سجلها كيليان مبابي وفيدريكو فالفيردي، 14 أغسطس الماضي.
ولكن ريال مدريد خسر لقبه في السوبر الإسباني على يد غريمه التاريخي برشلونة بنتيجة مذلة بخمسة أهداف مقابل هدفين في العاصمة السعودية الرياض، 12 يناير الماضي.
وكانت خسارة برشلونة هي الثانية على يد فريق الألماني هانسي فليك بعد رباعية بطولة الدوري الإسباني، 26 أكتوبر بين جماهيره الغفيرة في ملعب سانتياجو برنابيو.
المنافسة على 3 ألقاب
رغم الأداء غير المتوازن من قبل ريال مدريد في الموسم الجاري، إلا إنه مازال ينافس على بطولة الدوري بوجود في مركز الوصافة برصيد 57 نقطة خلف برشلونة بفارق الأهداف مع وجود مباراة مؤجلة للفريق الكتالوني ضد أوساسونا.
بينما ريال مدريد على بعد خطوة من بلوغ نهائي كأس الملك، بعد الانتصار في معقل ريال سوسيداد بهدف نظيف في ذهاب نصف النهائي علمًا بأن الإياب سيقام في ملعب سانتياجو برنابيو، 1 أبريل المقبل.
أما بطولته المفضلة، ريال مدريد عاد من الموت بعد تجاوز مانشستر سيتي في الملحق المؤهلة لدور ثمن نهائي البطولة ثم اجتياز عقبة جاره القوي أتلتيكو مدريد فجر اليوم، ولكنه سيواجه منافس ليس بالهين وهو أرسنال الإنجليزي في ربع النهائي، وحال تخطيه قد يلاقي الفائز من باريس سان جيرمان الفرنسي وأستون فيلا الإنجليزي وقد يكون هناك كلاسيكو إسباني في نهائي البطولة بميونخ حال تجاوز برشلونة عقبة بوروسيا دورتموند في ربع النهائي والفائز من قمة بايرن ميونخ وإنتر ميلان في نصف النهائي.
أفكار أنشيلوتي الغائبة
بالرغم من تعامله الجيد في الموسم الماضي والحالي مع أزمة الإصابات الكثيرة التي ضربت ريال مدريد التي كان آخرها الفرنسي فيرلاند ميندي في مواجهة أتلتيكو مدريد الذي سيغيب عن الملاعب لمدة 3 أسابيع، إلا أنه الأفكار الفنية والحلول التكتيكية غائبة عن كارلو أنشيلوتي.
وخير دليل على كلامنا السابق وهو ما حدث فجر اليوم ضد أتلتيكو مدريد، بصعوبة اختراق وخلق فرص ضد الروخي بلانكوس لمدة 120 بعد هدف التقدم لفريق الأرجنتيني دييجو سيميوني، الذي كان يتحكم في رتم اللقاء رغم الاستحواذ الكبير لريال مدريد الذي وصل إلى 69%.
في موسمه الثالث مع ريال مدريد، مازال يعتمد كارلو أنشيلوتي على جودة اللاعبين من أجل تحقيق الفوز بأغلب المباريات، لكن بصمته التكتيكية تكون غائبة في الكثير من المباريات ومنها لقاء أتلتيكو مدريد، لولا ركلات الحظ لكان الفريق خارج دوري أبطال أوروبا.
في بطولة الدوري الإسباني، تظهر معاناة كارلو أنشيلوتي حيث إنه الفريق خسر 19 نقطة من أصل 24 نقطة خارج ملعبه ولم يحقق الفوز على أتلتيكو مدريد في مباراتين بالتعادل بنفس النتيجة 1-1 وخسر من برشلونة برباعية نظيفة وبعدها بخماسية في السوبر الإسباني.
قبل الانتصار على مانشستر سيتي، في ملحق المؤهل لثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، كان ريال مدريد لم يحقق أي انتصار على فريق كبير هذا الموسم بعد الخسارة من ليفربول بثنائية وميلان بثلاثية، بخلاف ما ذكرناه سابقً عن مباريات أتلتيكو وبرشلونة سواء في الليجا أو السوبر.
وتأخرت أمس تغييرات كارلو أنشيلوتي وكان منذ بداية الشوط الثاني عليه بنزول إبراهيم دياز وإدوارد كامافينجا وفران جارسيا بدلًا من الثلاثي لوكا مودريتش وتشواميني وفيرلاند ميندي من أجل العودة سريعًا لكنه انتظر حتى وصول الدقيقة “65” بخروج مودريتش وتشواميني ونزول فاسكيز وكامافينجا.
وعند الدقيقة “69” خرج كالعادة البرازيلي رودريجو جوس ونزل المغربي إبراهيم دياز، والملاحظ أنه كارلو أنشيلوتي يقوم باستبداله رودريجو حتى لو كان أفضل من الثنائي كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور.
تغييرات أنشيلوتي جعلت ريال مدريد يسيطر على اللقاء، بشكل أكبر ويخلق فرص جيدة لكنه فرص لم تجعل يان أوبلاك يكون رجل اللقاء حيث إنه الفريق سدد 7 تسديدات فقط رغم الاستحواذ على الكرة الذي وصل إلى 62%.
ويعاني ريال مدريد من أزمة فنية في الموسم الجاري منذ اعتزال توني كروس، بغياب منفذ الركلات الثابتة والركنيات الجيدة، بعد أن تحصل الفريق أمس على 10 ركنيات و11 ركلة ثابتة دون الاستفادة منها بأي شيء.
رباعية ذهبية
كون ريال مدريد، رباعيًا هجوميًا قويًا بوصول كيليان مبابي خلال الصيف، في وجود اللاعب الفرنسي إلى جوار الثنائي البرازيلي فينيسيوس جونيور ورودريجو جوس والإنجليزي جود بيلينجهام، لكنها رباعية هجومية لم تصل إلى ذروتها بعد من ناحية الأداء القوي على أرضية الملعب.
ويعتبر السبب الرئيسي في غياب الأداء القوي في وجود مبابي وفينيسيوس وجوس وجود بيلينجهام هو رغبة كل واحد منهم في أن يكون ملك الشو والرجل الأول والأنانية في اللمسة الأخيرة، بجانب رعونتهم في إنهاء الفرص بشكل مريب خلال الموسم الجاري، بل الثلاثي جود وفيني مبابي تبارى في إهدار الفرص وركلات الجزاء التي كان آخرها من فيني ضد أتلتيكو مدريد التي كانت كفيلة بعدم ذهاب فريقه إلى ركلات الترجيح.
وخرج تقرير صحفي إسباني، هذا الأسبوع يتحدث عن وجود مشاكل بين الثنائي كيليان مبابي وفينيسوس جونيور في الكواليس رغم تمثيلهما بأنهما إخوة أمام الإعلام.
وتلك النبرة السابقة من الصحافة الكتالونية تحديدًا استمرت طيلة فترة الثنائي البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي جاريث بيل رغم أنهما علاقتهما كانت جيدة للغاية داخل وخارج الملعب.
وصرح جاريث بيل بعد اعتزاله كرة القدم بأنه كريستيانو رونالدو هو سبب انتقاله لريال مدريد من توتنهام في 2013 ولم تكن هناك أي مشاكل مع اللاعب البرتغالي طيلة فترة الثنائي معًا داخل المرينجي.
وتريد الصحافة الكتالونية أن تخلق مشهد عداوة وبغض بين كيليان مبابي وفينيسوس جونيور وكذلك مع جود بيلينجهام ورودريجو جوس، لكن الواقع غير ذلك، لأنه فينيسوس كان من أكثر الداعمين لصفقة قدوم مبابي لريال مدريد.
وصرح فينيسوس مرارً وتكرارًا بأنه اللعب مع لاعب مثل مبابي يعتبر أمرًا مميزًا والجميع سوف يساعده من أجل أن يكون الهداف، بل اللاعب البرازيلي كرر احتفاله كيليان الخاص معه في أغلب المباريات هذا الموسم.
بالمقابل بادل كيليان مبابي، زميله فينيسيوس جونيور، المديح في أكثر من مقابلة صحفية خلال الفترة الماضية، بأنه سعيد للغاية باللعب معه وكذلك اللعب مع رودريجو جوس وجود بيلينجهام.
الحل المثالي
بالطبع هناك حب النفس وحب أن يكون أي شخص صاحب المديح والتصفيق له من قبل الجماهير وهو ما ينطبق على مبابي وفينيسيوس وجود بيلينجهام ورودريجو جوس وجميع اللاعبين، لكن يحتاج الرباعي إلى العمل الجماعي بصورة أكبر مع ريال مدريد في الفترة المقبلة وتطوير أنفسهم من ناحية اللمسة الأخيرة وعدم الأنانية التي ظهرت كثيرًا في المباريات هذا الموسم.
زبينما ريال مدريد بحاجة إلى تدعيم خط الدفاع بالكامل في الصيف المقبل الذي كشف عنه لقاء أتلتيكو مدريد، سواء ضم ظهير أيمن مثل ألكساندر أرنولد وظهير أيسر مثل ثيو هيرنانديز ومدافعين أو مدافع على أقل تقدير مثل ويليام ساليبا مع وجود الرباعي أنطونيو روديجير وديفيد ألابا وإيدير ميليتاو والشاب راؤول أسينسيو.
في النهاية نقول إنه، مهما حدث في الموسم الجاري، فنادي ريال مدريد يحتاج إلى ضخ دماء جديدة سواء على صعيد الصفقات الصيفية وتحديدًا بضم خط دفاعي بكش لكامل ولاعب محور إرتكاز وتغيير كارلو أنشيلوتي بعد 3 مواسم كافية له وقدوم تشابي ألونسو الذي يتمتع بأسلوب حديث وسوف يستفيد من العناصر الشاب بشكل أفضل سواء أردا جولر وإندريك ولاعبي الأكاديمية مع نجوم الفريق في الموسم المقبل، رغم أنه فلورنتينو بيريز، رئيس النادي، صاحب المبدأ بأنه المدرب يستمر حال فوز بالألقاب ما قد يحدث مع أنشيلوتي حال فوزه بلقب الليجا أو دوري أبطال أوروبا.