
هاي كورة – ( اوغستن مارتن – الآس ) مقال صحفي
“ظهر تشيما، لاعب فريق الشباب، على أرض الملعب، وكان من المقرر أن يشارك في اللحظات الأخيرة من مباريات ريال مدريد في الدوري الحالي. لكن هذا الظهور كان يحمل معنى أعمق: لوكا مودريتش، لاعب الوسط الكرواتي الأبدي، كان يستعد لإنهاء 13 موسمًا قضاها كلاعب في ريال مدريد.
منذ وصوله في أغسطس 2012، دون أن يعرف هو أو النادي ما ينتظره، كتب مودريتش قصة نجاح مذهلة استمرت 13 موسمًا حصد خلالها 28 لقبًا، وهو أكبر عدد من الألقاب حققه لاعب بالقميص الأبيض. خلال هذه الأعوام، أمتع الجماهير بمجموعة من المهارات التي لا تُنسى: مراوغات، تمريرات ساحرة، أهداف حاسمة، قيادة واحترافية عالية. استمر في الأداء حتى اقترب من الأربعين من عمره، وكان يتحسن عامًا بعد عام مثل النبيذ الجيد.
والآن، الواقع الصعب: مودريتش لم يعد موجودًا، لا في التشكيلة ولا في السوق، البحث عن لاعب وسط بمواصفاته، قادر على حمل الفريق على كتفيه، السيطرة على المباريات بإبداع وتمريرات دقيقة، أصبح مهمة شديدة التعقيد، أرقامه مع ريال مدريد تتحدث عنه بوضوح: 591 مباراة، 390 فوزًا، 101 تعادل، 42 هدفًا و90 تمريرة حاسمة، من بينها التمريرة الشهيرة التي أهدى بها الفوز في نهائي دوري أبطال أوروبا 2014.
من بين البدائل المحتملة لمودريتش هناك أردا غولر وربما نيكو باز حيث يُعتبر التركي، الذي تألق في المراحل الأخيرة من الموسم، المرشح المثالي بفضل شبابه وموهبته، لكنه يعاني من نقص في الثبات والقوة البدنية، خصوصًا في الجانب الدفاعي، وهو ما سيطلبه منه تشابي ألونسو. وسيكون أمام غولر بطولة كأس العالم للأندية لإثبات قدرته على تحمل المسؤولية.
إذا قرر النادي البحث في سوق الانتقالات، فإن الخيارات ستكون محدودة وصعبة التحقيق، أسماء مثل فيتينيا (لا يُمكن التعاقد معه لأنه من باريس سان جيرمان)، كيميتش (30 عامًا وجدد عقده مع بايرن حتى 2029)، ماك اليستر من ليفربول، ومارتن زوبيمندي الذي يقترب من أرسنال، تبقى مجرد أحلام، كما يبرز أنجيلو شتيلر من شتوتجارت ورودري من مانشستر سيتي كخيارات أخرى، لكن الإصابة الأخيرة لنجم الفريق الإنجليزي تقلل من فرص التعاقد معه.
وفي وداعه للجماهير، قال مودريتش: “لا تبكوا لأن الأمر انتهى، بل ابتسموا لأنه حدث”، لكن الفراغ الذي تركه في خط وسط ريال مدريد يبقى تحديًا كبيرًا، تشابي ألونسو أمامه الكثير من العمل في بداية مسيرته التدريبية على مقاعد البدلاء، في واحدة من أصعب اللحظات التي يبدأ فيها مدرب مهمته في ريال مدريد”.