2025/05/17 - 11:59 صباحًا

هاي كورة – أكدت صحيفة موندو ديبورتيفو الكتالونية أن التعاقد مع هانز فليك كان القرار الأذكى والأكثر استحقاقًا للثناء من بين جميع رهانات خوان لابورتا منذ عودته لرئاسة نادي برشلونة.
في تقرير مطول وصفته الصحيفة بـ”بطولة فليك”، أُبرز الدور الحاسم الذي لعبه المدرب الألماني في إعادة إحياء الفريق وقيادته بأسلوب مميز أثار إعجاب عالم كرة القدم.
لطالما امتلك برشلونة فرقًا عظيمة عبر التاريخ، لكن اختيار القائد المناسب كان دائمًا مفتاح التحول من الحلم إلى المجد.
لابورتا، الذي سبق وأن غامر بنجاح مع ريكارد ثم جوارديولا، كرر رهانه المختلف هذه المرة مع مدرب لا يملك جذورًا كتالونية ولا صلة بالمدرسة الهولندية، ومع ذلك، كانت النتيجة مبهرة.
على عكس تجربة تشافي، التي جاءت في ظل إجماع جماهيري أكثر منها رؤية فنية متكاملة، اتخذ لابورتا خطوة جريئة مستندًا إلى حدسه.
فليك، القادم من ألمانيا، وصل في لحظة مفصلية ونجح في إعادة رسم ملامح الفريق الكتالوني، خاصة بعد أن تمكن من التواصل مع مجموعة شابة تحتاج إلى قائد حكيم – أو كما وصفه التقرير “الجد المثالي”.
لكن هذا “الجد” لم يكن تقليديًا، بل شاب بروح متقدة، يجمع بين الحزم والعاطفة، ويتمتع برؤية واضحة وشجاعة في مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضت نفسها على النادي.
فليك اختار المراهنة على الجيل الصاعد، مؤمنًا بقدراته، ومفضّلًا البناء على الداخل بدلًا من البحث عن حلول خارجية باهظة.
فنيًا، أصبح برشلونة مع فليك أحد أبرز أحداث الموسم الكروي على مستوى العالم، بعد التتويج بالليغا والسوبر وكأس الملك، رغم الخروج من نصف نهائي دوري الأبطال أمام إنتر.
قدم الفريق كرة قدم حديثة، هجومية، عالية الإيقاع، مع ضغط شرس، ودفاع متقدم يذكر بعصور ذهبية في اللعبة، تمامًا كما فعلت هولندا 1974 وميلان ساكي في الثمانينات.
نجاح لابورتا في جلب فليك لا يُقاس فقط بالنتائج، بل بالأثر الفني والنفسي الذي أحدثه داخل غرفة الملابس وبين الجماهير.
بدا أن برشلونة يستعيد هويته، لكن هذه المرة بأسلوب عصري، واقعي ومقنع.
وختمت موندو ديبورتيفو تقريرها بالقول إن الموسم الأول لفليك سيبقى محفورًا في ذاكرة عشاق البلوغرانا، ليس فقط كذكرى جميلة، بل كنقطة انطلاق لقصة واعدة عنوانها: “الرهان الكبير… والنجاح الأكبر”.