الوجوه لا تكذب يا خوان… برشلونة في مرآة الحقيقة!

2 hours ago 7

هاي كورة (رأي خاص بالصحفي كارمي بارسيلو – SPORT)

أكتب هذه السطور وأنا أحاول هضم ما قدّمه لنا هذا برشلونة المتناقض؛ الفريق الذي يجعلنا نحلم في ليلة، ثم يعيدنا إلى الواقع القاسي في الليلة التالية.

هزيمتان متتاليتان كانتا كفيلتين بأن تكشفا الكثير من الوجوه، وجوهٌ تعبّر أكثر من ألف كلمة.

الخسارة أمام باريس سان جيرمان قبل أيام تقبّلناها كمن يبتلع دواءً مُرًّا.فالفريق الفرنسي هو بطل أوروبا، ومدربه لويس إنريكي يعرف برشلونة أكثر من أي أحد.

لكن مهما كانت الأعذار، الحقيقة واضحة: هناك أكثر من “درجة” تفصل بين برشلونة وباريس.

هذا الفريق الكتالوني يحتاج إلى عملٍ طويل وشاق إذا أراد أن ينافس الكبار مجددًا.

رأيتُ وجوهًا غاضبة ومتحيّرة في أرض الملعب، بيدري تلقّى الضرب تلو الآخر، ولامين يامال خُنق حتى أنهى اللقاء مرهقًا، بينما الحكم أغضى عن تجاوزات نونو مينديز.

على الخط، كان فليك يعضّ لسانه مدركًا أنّ إنريكي تفوّق عليه بين الشوطين، وفي المقصورة كان لابورتا يحاول التماسك، فيما أثار ظهور لويس فيغو إلى جواره عاصفة من الغضب بين الجماهير التي لم ولن تنسى خيانته، حتى وإن حمل اليوم لقب “سفير اليويفا”.

لكن المشهد الأكثر دلالة كان ذاك الذي جمع لابورتا ورئيس اليويفا ألكسندر تشيفرين في ودٍّ واضح.

صورةٌ كافية لتجعل فلورنتينو بيريز يدرك أن تحالف السوبرليغ مع برشلونة ربما أصبح من الماضي.

أما تشيفرين نفسه فقد زاد من دهشة المتابعين حين رفض لعب مباراة فياريال وبرشلونة في ميامي… ثم وافق عليها “استثنائيًا”!

حتى في إشبيلية، لم تتغير الوجوه، فريق ألميدا أكل برشلونة تكتيكًا وشغفًا، وأغلق كل مساحات التفكير أمام صُنّاع اللعب الثلاثة.

ولمّا خرج ديكو عبر إذاعة كتالونيا ليقول: “لسنا مبهرين كما يُقال، وإذا لم نضع العمل قبل الموهبة فلن نصل إلى شيء”، شعرتُ أن الوجه الذي تغيّر هذه المرة هو وجهي أنا.

برشلونة اليوم يعيش لحظة مواجهة مع نفسه… والوجوه لا تكذب، يا خوان.

إقرأ على الموقع الرسمي