تقدم إنتر ميلان في جولة الذهاب على أرض ملعب لويس كومبانيس بهدفين عن طريق ماركوس تورام في الدقيقة 1 ودينزيل دومفريس في الدقيقة 21.
ونجح دومفريس في تسجبل الهدف الثاني له والثالث لفريقه في الدقيقة 63، قبل أن ينجح رافينيا في تسجيل هدف التعادل للكتلان بتصويبة في الدقيقة 65 (تم احتساب الهدف كهدفٍ عكسي بعد اصطدام الكرة بظهر يان سومر).
وستظل بطاقة التأهل مُعلقة بين الفريقين حتى نهاية جولة الإياب على أرض ملعب سان سيرو يوم 6 مايو الجاري.
وخرج مُتابعو اللقاء بعدة مُلاحظات فنية على أحداث المُباراة في 90 دقيقة، نسرد بعضاً منها فيما يلي من سطور:
صدمة الضيوف و”شخصية البطل”
دخل سيموني إنزاجي اللقاء بتشكيلة بدا عليها النزعة الدفاعية منذ اللحظة الأولى، فجاء توزيع اللاعبين على الورق منذ البداية وفقاً للرسم التكتيكي 3-5-2.
فيما اعتمد فليك على خطة يغلب عليها الطابع الهجومي فمع وجود 4 لاعبين في الدفاع، اختار المُدرب الألماني التعويل على الثنائي فرينكي دي يونج وبيدري في خط الوسط.
وعوّل المُدرب الألماني على الرباعي الهجومي المُكون من رافينيا دياز ولامين يامال في مركزي الجناح، وفيران توريس في مركز رأس الحربة، ويُعاونه داني أولمو في مركز المُهاجم الثاني وصانع الألعاب.
بدأ اللقاء بالطريقة المثلى لسيموني إنزاجي ورجاله، فمن هجمة سريعة وصلت الكرة على الرواق لدينزل دومفريس الذي أرسلها عرضية لزميله ماركوس تورام الذي غالط تشيزني بكرةٍ رائعة بالكعب في الدقيقة الأولى.
حالف الحظ إنتر في لعبة الهدف، فبجانب المُباغتة في ضرب دفاع برشلونة تسبب انزلاق إينيجو مارتينيز في اهتزاز الشباك بهذه الطريقة.
سارت دقائق اللقاء بعد الهدف الأول من جانب واحد، فكثف برشلونة هجماته في حين تماسكت المنظومة الدفاعية للنيراتزوي بشكلٍ مثالي، قبل أن تحين لحظة الهدف الثاني.
نجح دينزل دومفريس في هز الشباك بشكلٍ رائع بعد ركلة مقصية خيالية في الدقيقة 21، ولكن كرة اللعبة كان بمقدور بيدري إبعادها عن منطقة الخطر ولكنه أساء التعامل معها بضعف انقضاضه على الكرة مما أتاح الفرصة لنجم الإنتر.
دانت السيطرة في الشوط الأول لنجوم برشلونة بعد تراجع إنتر ميلان للدفاع بكامل لاعبيه بشكلٍ مُحكم عن طريق تقريب الخطوط من بعضها البعض وتقليص المساحات لمنع الكتلان من صناعة الفرص المُحققة للتسجيل.
كان حل برشلونة الأكثر نجاحاً هو خيار لامين يامال الذي أجاد التعامل في أكثر من فرصة، ونجح بفاصل مهاري رائع في تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 24.
وكاد يامال أن يُدرك التعادل سريعاً بعد الهدف الأول حينما استغل مهارته في الاختراق على الرواق، وتلاعب بفيديريكو ديماركو قبل أن يُسدد بقوة ولكن قفاز سومر منعه من التسجيل بمُعاونة العارضة.
تحرك لاعبو برشلونة بكثافة في الثلث الأمامي، وأثمرت التحركات في صناعة فرص مُمتازة رغم التمركز الجيد والصلابة الدفاعية لنجوم الإنتر.
وكاد أولمو أن يُسجل من فرصتين لولا تألق سومر، وأضاع توريس كرتين داخل المنطقة.
ونجح بيدري في صناعة هدف التعادل في الدقيقة 38 عن طريقة جملة تكتيكية رائعة، فقام بلعب الكرة بمهارة داخل المنطقة باتجاه رافينيا الذي أجاد في تمريرها بالرأس لفيران توريس أمام المرمى ليهز الشباك في تطبيق مثالي لـ”تكتيك الرجل الثالث”.
بدا واضحاً تأثير غياب ليفاندوفسكي الذي كان يُمكنه توفير حل التعويل على الكرات الرأسية لفك التكتل الدفاعي بجانب قدراته على المُساهمة في صناعة الهجمات واغتنام الفرص بكفاءة أكبر.
وكان لزاماً على برشلونة التعويل أيضاً على التصويب من خارج المنطقة لاستغلال أحد الحلول من أجل التعامل مع التكتل الدفاعي المنخفض “The Low block”، خاصة أن سومر حارس الإنتر بدا مهزوزاً في الكرات التي وصلت له.
وأظهرت إحصائيات الشوط الأول هيمنة الكتلان، إذ سيطروا على الكرة بنسبة 72 %، وسددوا 10 كرات من بينهم 4 كرات على المرمى، فيما وصلت نسبة استحواذ الإنتر إلى 28 % وسددوا 3 كرات من بينهم كرتين على المرمى.
Metti like per far segnare Thuram ⚽🥅#ForzaInter #UCL #BarcellonaInter pic.twitter.com/HeTw8DEhQL
— Inter ⭐⭐ (@Inter) April 30, 2025
إنزاجي يُعدل أوتار منظومة الإنتر
أدرك سيموني إنزاجي بعد انتهاء الشوط الأول بنتيجة 2-2 بأنه إن بقى مُتقهقراً بشكلٍ مُبالغ فيه من الناحية الدفاعية فإنه سيخسر اللقاء بكل تأكيد.
قام إنزاجي بالمحافظة على الجانب الدفاعي، ولكنه حرك منظومته لتُفعل وضعية الكتلة المُتوسطة (The Mid-Block).
وحرص الخبير الإيطالي على إيقاف نقاط قوة برشلونة الهجومية عن طريق إيجاد تكتلات صعبة الاختراق في وسط الملعب، مع إغلاق المنافذ أمام الجناحين يامال ورافينيا.
ومع تراجع أداء أولمو فقد أصبحت قدرة برشلونة على التهديد مُتراجعة كثيراً بفضل جودة منظومة إنزاجي الدفاعية.
قرر إنزاجي إخراج لاوتارو المُصاب وأشرك بدلاً عنه مهدي طارمي، واستغل المُدرب الإيطالي قدرة فريقه على استخلاص الكرة من نجوم برشلونة وإرسالها للثلث الأمامي مُستفيداً من التحولات السريعة.
أظهرت هجمات الإنتر سهولة في ضرب الدفاع المُتقدم لبرشلونة، عن طريق التحرك على الرواق ولعب الكرة للمُهاجمين داخل المنطقة خلف الخط الدفاعي.
وفي الدقيقة 63 نجح دومفريس في تسجيل هدف الإنتر الثالث عن طريق استغلال سوء تعامل برشلونة مع الكرات الثابتة من جديد.
فقد أساء الحارس تشيزني التعامل مع الكرة وخرج من مرماه دون أن يُبعدها ولم يُحسن لاعبو الفريق الكتالوني التعامل مع القامات الطويلة للمُنافس فكان طبيعياً أن تهتز الشباك.
50th match in the @ChampionsLeague for Simone Inzaghi 👏#ForzaInter #UCL #BarcelonaInter pic.twitter.com/ElG2ezzGwB
— Inter ⭐⭐ (@Inter_en) April 30, 2025
أوراق فليك لم تُسعفه
تعرض كوندي للإصابة في الشوط الأول فاضطر فليك لإخراجه وأشرك بدلاً عنه إيريك جارسيا، رأى فليك أن مسئولية اللقاء أكبر من خبرات الشاب جيرارد مارتين فأخرجه وأدخل رونالد أراوخو.
لعب جارسيا على اليمين ولعب إينيجو مارتينيز في الرواق الأيسر، ولعب أراوخو في القلب مع كوبارسي حتى تم استبدال الأخير بكريستينسن في نهاية اللقاء.
لم يُحسن الظهيران أداء الواجبات الهجومية بشكلٍ كبير، وافتقد فليك عنصر ضروري للتسجيل في مُباريات من هذا النوع.
وبدا الهجوم مُتأثراً بغياب ليفاندوفسكي الذي كان بالتأكيد سيصنع الفارق، ولم يُقدم أولمو الأداء المُتوقع منه واستسلم للرقابة اللصيقة ولم ينجح في تهديد المرمى فجاء تبديله وإشراك فيرمين لوبيز بدلاً عنه على أمل صناعة الفارق دون أن يتم ذلك.
وتراجع المستوى البدني لبيدري كثيراً في الشوط الثاني، وأصبح برشلونة بلا أنياب حقيقية هجومياً في الشوط الثاني.
تمكن رافينيا من تسجيل هدف التعادل بلمسة فنية رائعة في الدقيقة 65 بعد تصويبة اصطدمت بظهر سومر، وربما لو تأخر الهدف قليلاً كُنا سنكون أمام نتيجة مختلفة.
وكاد رافينيا أن يُسجل هدف الفوز في اللحظات الأخيرة ولكن تصويبته القوية وجدت سومر بالمرصاد.
وحالف الحظ فليك ورجاله حينما استغل الإنتر خطأ دفاعي جديد وسجل هدفاً عن طريق مخيتاريان ولكن راية التسلل كنت رحيمة بالكتلان.
In Hansi We Trust pic.twitter.com/UcYrtuvD8X
— FC Barcelona (@FCBarcelona) April 30, 2025
يامال ليس كافياً يا فليك
كان يامال هو اللاعب الأكثر خطورة في برشلونة، وجاءت فرص الفريق الخطيرة من ناحيته، وحرمته العارضة من هدفٍ في الدقائق الأخيرة.
كان على باقي عناصر المنظومة الهجومية أخذ زمام المُبادرة لتنويع الهجمات أكثر مما يُوفر فرص أكبر للتسجيل فضلاً عن إتاحة الفرص ليامال في مواقف هجومية أفضل.
سيكون على فليك تعديل الكثير من الأمور في جولة الإياب، فمن جانب عليه إيجاد توليفة دفاعية قادرة على التعامل مع سرعات نجوم الإنتر وقدرتهم على التمركز الجيد في مناطق صناعة الخطر.
وسيكون عليه إيجاد حل لمشكلة الكرات الثابتة خاصة الركلات الركنية، وسيكون عليه تطبيق ضغط ذكي على نجوم الإنتر يحرمهم من القدرة على التمرير وصناعة الفارق.
والمهمة الأهم بالنسبة لفليك ستتعلق بتحدي زيادة الأوراق الهجومية الخطيرة دون التركيز فقط على يامال.
What a 100th game for Lamine Yamal! 😍 pic.twitter.com/ACBIn7zZbZ
— FC Barcelona (@FCBarcelona) April 30, 2025
مهمة صعبة أمام إنزاجي
وبالتأكيد فإن إنزاجي خرج من اللقاء بالنتيجة التي أرادها فإجبار برشلونة على التعادل على أرضه يظل نتيجة هامة جداً في انتظار جولة سان سيرو.
ظهر واضحاً أمام إنزاجي قدرة فريقه على مُباغتة دفاع برشلونة مستفيداً من نقاط الضعف المُتعلقة بالتمركز والارتداد الدفاعي غير السريع وعدم إجادة التعامل مع الكرة العالية وتراجع جودة منظومة الضغط.
سيكون على إنزاجي في جولة الإياب إنهاء المُباراة سريعاً عن طريق التهديف لإخراج برشلونة من أجواء اللقاء، وبالتأكيد سيكون اللقاء مُتكافئاً بنسبة 50 / 50، وستحسم التفاصيل الصغيرة هوية الفائز والمتأهل للنهائي.
🚲🇳🇱 pic.twitter.com/NhuOGkWz18
— Inter ⭐⭐ (@Inter) April 30, 2025
شاهد أيضًا: