وكان اللقاء الذي أقيم على أرض ملعب سان سيرو قد بدأ التهديف فيه عن طريق ثنائية للإنتر سجلها كلاً من لاوتارو مارتينيز في الدقيقة 21، وهاكان تشالهان أوجلو في الدقيقة 45 من ركلة جزاء.
ونجح فرانشيسكو أتشيربي في إدراك التعادل في الدقيقة 90+3، قبل أن يحسم دافيد فراتيسي اللقاء بهدفٍ جاء في الدقيقة 99 (الوقت الإضافي الأول).
وانتهت مُواجهة الإنتر وبرشلونة بتفوق النيراتزوي بنتيجة 7-6 (في مجموع مُبارتي الذهاب والإياب)، وخرج مُتابعو لقاء الإياب بعدة مُلاحظات فنية على أحداث 120 دقيقة نسردها فيما يلي من سطور:
أداء ناضج
دخل سيموني إنزاجي اللقاء بتشكيلة مُتوازنة تماماً برسمٍ تكتيكي (3-5-2)، وكان حريصاً على سد منافذ اللعب أمام نجوم برشلونة مع استغلال الثغرات الواضحة التي ظهرت في لقاء الذهاب.
في حين بدأ فليك اللقاء برسمٍ تكتيكي (4-2-3-1)، واختار اللعب بنفس نهج الذهاب على أمل إحداث الفارق سريعاً.
لم يكن من الصعب مُلاحظة أن برشلونة لم يستفد نهائياً من أخطاء اللقاء الأول في لوس كومبانيس قبل أسبوع.
فمن الجانب الدفاعي اعتمد فليك على أسلوب “الدفاع المتقدم” وبدا واضحاً وجود مساحات كبيرة وفجوات هائلة خاصةً مع عدم كفاءة الظهيرين جارسيا وجيرارد مارتن في الارتداء السريع فضلاً عن سوء التمركز وسهولة ضرب الخط الخلفي.
قدم دومفريس أداءً يُمكن الاستعانة به لتعريف مهام الـ (ظهير الجناح – Wing Back) فأرهق الشاب جيرارد مارتن وأرسل منذ بداية اللقاء رسالة شديدة اللهجة لفليك مضمونها أن اليافع الصغير لن يقوى على المُواجهة.
اتسم أداء إنتر ميلان الدفاعي بالصلابة الشديدة، وكان إنزاجي يعلم من المُباراة الأولى أن سلاح برشلونة الأهم يتمثل في لامين يامال، وإن نجح في تحجيمه فإن اللقاء سيميل إليه بدون شك.
وحدث السيناريو الذي رسمه الخبير الإيطالي، وقدم يامال لمحات فنية رائعة وأرهق ديماركو، ولكن تمكز وقوة باستوني ومعه أتشيربي حرمت الموهوب الإسباني من هز الشباك.
صحيح أن نسبة استحواذ إنتر ميلان في الشوط الأول لم تتجاوز حاجز الـ 33 % ولكنهم من بين 3 تسديدات على المرمى سجلوا هدفين، وهو ما يُمكن به تجسيد أحداث الشوط الأول.
ترك الإنتر الكرة لمُنافسه، وتحرك بيدري ومعه منظومة الهجوم الخاصة بفريق برشلونة، مستفيدين من جودة مهارة تناقل وتدوير الكرة في المساحات الضيقة وباعتماد التمريرات الثنائية والمثلثات الهجومية عند الحاجة.
ما منع برشلونة من التسجيل في الشوط الأول هو الرعونة الكبيرة وعدم اتخاذ القرار السليم في اللمسة الأخيرة، وبدا ذلك واضحاً في فرصة أولمو التي وجد نفسه مُواجهاً لسومر فارتبك وضاعت الهجمة بغرابة.
وكان فيران توريس أيضاً بعيداً عن مستوى الإقناع ومعه رافينيا خلال دقائق الشوط الأول.
وفي مُباريات من هذا النوع فإن الخطأ ممنوع، وتجسد ذلك في هدفي إنتر ميلان اللذين تم إحرازهما بعد خطأين من أولمو في قطع الكرة منه، وباو كوبارسي الذي تسبب في ضربة جزاء.
وكان الإنتر قريباً من تسجيل المزيد من الأهداف لو حالف التوفيق مخيتاريان وتشالهان أوجلو في الفرص التي سنحت لهم.
🤯 pic.twitter.com/YpdD2LEhxW
— Inter ⭐⭐ (@Inter) May 6, 2025
انتفاضة كتيبة الموهوبين
انتفض لاعبو برشلونة في الشوط الثاني، وتحسنت الأمور أكثر في الجانب الهجومي بعد تحسن جودة التحركات في الثلث الأمامي.
وإن كانت ميزة الخبرة هي المُرجحة لكفة الإنتر في الشوط الأول، فإن ميزة حيوية الشباب هي التي صنعت تميز برشلونة في الشوط الثاني بفضل صغر نجومه.
نقل فليك تعليماته للظهيرين بالزيادة الهجومية بعد التأخر بهدفين، وأسهمت تعليماته في تسجيل هدف برشلونة الأول عن طريق الظهير إيريك جارسيا الذي اغتنم افرصة التي صنعها له الظهير الثاني جيرارد مارتن في الدقيقة 54.
ونجح مارتن في صناعة الهدف الثاني بعد كرة عرضية عابرة للخطوط وصلت إلى داني أولمو الذي تمركز ببراعة داخل منطقة الجزاء، ونجح في هز الشباك في الدقيقة 60 من لعبة رأسية.
دانت السيطرة بعد ذلك لبرشلونة، ولعب الإنتر على الهجمات المُرتدة، ومع الإرهاق الذي بدا على ديماركو بسبب تحركات يامال أخرجه إنزاجي وأشرك أوجستو.
تماسك لاعبو الإنتر، وتواصلت هجمات برشلونة حتى تصاعدت درجة الإثارة في اللقاء حينما وصلت الكرة لرافينيا على الرواق وسدد بقوة بيسراه فعادت الكرة له فسددها بيمناه.
استفاد رافينيا من فرصة سنحت له مُستفيداً من تركيز دفاع الإنتر على الرواق المُقابل الذي يتواجد فيه يامال في استغلال نادر لتكتيك استغلال المساحة الناتجة عن التركيز على أحد جوانب اللعب (Switch of Play).
وكاد يامال أن يحسم المُباراة بعد هجمة رائعة استغل فيها اندفاع لاعبي الإنتر من أجل إدراك التعادل، ولكن القائم حرمه من إنهاء اللقاء.
Culers. Together in triumph. Together in heartbreak. Always Barça. 🙏💙❤️ pic.twitter.com/qXxZ5XaKzv
— FC Barcelona (@FCBarcelona) May 6, 2025
هفوات المُخضرم تُنهي حلم الشباب
وصلت المُباراة للوقت بدل الضائع وبرشلونة مُنتصر، ولكن رونالد أروخو كان سبباً أساسياً في إنهاء حلم الكتلان في اللحظات الأخيرة.
شارك أراوخو بديلاً عن إينيجو مارتينيز في الدقيقة 76، أي أن مستواه اللياقي يجب أن يكون أفضل من الجميع في الملعب، ولكن خابت آمال الكتلان من جديد بسبب هفوات الخبير الأوروجوياني.
كثف الإنتر هجماته بعد هدف رافينيا، وحالفه الحظ حينما تصدت العارضة لكرة يامال.
وفي الدقيقة 90+3 أعاد قلب الدفاع أتشيربي الإنتر إلى أجواء اللقاء بسيناريو ملحمي، وذلك بعد أن استغل وهو “قلب دفاع” سوء تمركز أراوخو داخل المنطقة، ونجح في اقتناص الكرة ببراعة من أمامه بشكلٍ يستحق كل تقدير.
صحيح أن كرة الهدف كان يُمكن إلغاؤها بسبب خطأ على مارتن، ولكن يُحسب لدومفريس القوة في صناعة الهدف ويُحسب لأتشيربي حُسن التصرف في مهمة ليست من أصيل مهامه في الملعب.
ذهبت المُباراة للأوقات الإضافية، ونجح البديل فراتيسي في مُكافأة مُدربه إنزاجي، ونجح في تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 99.
وجاء الهدف بعد خطأ جديد من أراوخو الذي تلاعب به تورام بشكلٍ لا يليق بمُدافع خبير يقود خطاَ خلفياً للفريق الكتالوني، قبل أن يرتكب كوبارسي خطأ آخر حينما اكتفى بمُراقبة فراتيسي وهو يُسدد فاتحاً له زاوية التسديد في سلبية ليس لها ما يُبررها.
Ronald Araujo was the defender marking Acerbi on the equalizer and allowed Thuram to turn and set up the play for Fratessi’s go-ahead goal. pic.twitter.com/0l3oFdXFYb
— ESPN FC (@ESPNFC) May 6, 2025
قفاز سومر يصنع الفارق
نجح سومر في صناعة الفارق لصالح إنتر ميلان في الأوقات الحاسمة، وأظهرت الإحصائيات قيامه بسبعة تصديات على مدار 120 دقيقة.
وستبقى لقطات تصديه لفرص جارسيا ويامال هي العنوان الأبرز لتفوق إنتر ميلان على برشلونة رغم سيطرة الكتلان.
وكانت تصديات سومر هي المُرجح لكفة إنترميلان في نصف النهائي سواء في الذهاب والإياب رغم سيل الفرص الكتالونية.
وسيكون على سومر مواصلة الأداء الجيد في النهائي ليُتوج مشواره الطيب في البطولة.
Sommer. pic.twitter.com/fF4r6izncy
— UEFA Champions League (@ChampionsLeague) May 6, 2025
فليك وإنزاجي..مباراة تليق بدوري الأبطال
قدم المُدربان الألماني هانز فليك والإيطالي سيموني إنزاجي أداءً رفيع المستوى في جولتي الذهاب والإياب.
ويُحسب لفليك إعادة التوهج لبرشلونة بكتيبة شابة مُطعمة ببعض عناصر الخبرة، ويُحسب له التفوق على أرض الملعب ضد واحد من أكبر الأندية الإيطالية والأوروبية.
ومن جانب آخر، يستحق إنزاجي إشادة أكبر بعد إدارته لبيادق فريقه بمهارة كبيرة، واستغل نقاط ضعف المُنافس ولعب عليها، وتعامل مع نقاط الضعف لدى فريقه بشكلٍ كبير.
وللتدليل على فعّالية الهجوم الخاص بالإنتر علينا الإشارة إلى أنهم سددوا على المرمى 7 تسديدات سجلوا منهم 4 أهداف، أي بنسبة نجاح تجاوزت الـ 50 %.
Hansi Flick & Simone Inzaghi: 𝐑𝐄𝐒𝐏𝐄𝐂𝐓. ⚽️👏 pic.twitter.com/Jg87S6VsPQ
— EuroFoot (@eurofootcom) May 6, 2025
شاهد أيضًا: