أكد رياضيون أن بطولة كأس العرب شهدت، خلال السنوات الأخيرة، ارتفاعاً ملحوظاً في أهميتها الفنية وقيمتها، وذلك من خلال خمسة أسباب تتعلق بالاعتراف الرسمي من «الفيفا»، والجوائز المالية، والتنظيم العالي، ومشاركة نخبة المنتخبات العربية، فضلاً عن تحولها من مجرد بطولة إقليمية إلى محطة إعداد أساسية للفرق المتأهلة إلى كأس العالم.
وأوضحوا أن النسخة الحالية المقامة في العاصمة القطرية الدوحة (قطر 2025)، وتستمر حتى 18 الجاري، تأتي في توقيت فني مهم، ما يمنحها ثقلاً مضاعفاً، إلى جانب الزخم الجماهيري والإعلامي المصاحب لها، والتنظيم عالي المستوى الذي يعكس التطور المتسارع لكرة القدم العربية.
وقال الرياضيون لـ«الإمارات اليوم» إن البطولة أصبحت واجهة حقيقية لاكتشاف المواهب، وحدثاً رسمياً معترفاً به من قِبل الاتحاد الدولي (الفيفا)، الأمر الذي يرفع من قيمتها التنافسية، ويزيد رغبة المنتخبات في المشاركة، وتقديم أفضل مستوى.
ويتفق الخبراء على أن البيئة المثالية التي توفرها الدولة المستضيفة تعد من أهم أسباب نجاح البطولة وارتفاع قيمتها، وفي هذا السياق، تواصل قطر تعزيز مكانتها كأبرز دولة مستضيفة للبطولة، بعد أن نظمت نسختي 1998 و2021، وتستعد لاستضافة النسخ الثلاث المقبلة في أعوام 2025 و2029 و2033 بعد أن منح «الفيفا» قطر حق استضافة هذه النسخ.
ويجمع الخبراء على أن قرب موعد كأس العالم يجعل من كأس العرب محطة حاسمة للفرق المتأهلة للمونديال، كونها تمنح الأجهزة الفنية فرصة لاختبار الأفكار الأخيرة، وتقييم جاهزية اللاعبين قبل المشاركة في نهائيات كأس العالم، إلى جانب إمكانية اكتشاف عناصر جديدة قد تصنع الفارق في المسابقة العالمية.
وفاقت الجائزة المالية التي أعلنتها اللجنة المنظمة لبطولة كأس العرب 2025، البالغ إجمالي جوائزها 36.5 مليون دولار، نظيرتيها في بطولتَي أمم إفريقيا وكأس آسيا، إذ يبلغ إجمالي جوائز كأس أمم إفريقيا التي تستضيفها المغرب خلال الفترة من 21 ديسمبر حتى 18 يناير 2026، 32 مليون دولار، كما تخطت القيمة الإجمالية للجوائز المخصصة لبطولة كأس آسيا التي أقيمت في قطر العام الماضي، وبلغت 15 مليون دولار.
اعتماد «الفيفا»
وأكد مدرب المنتخب الأردني السابق المحاضر في الاتحاد الدولي لكرة القدم، نهاد صوقار، أن القيمة الكبرى للبطولة تنبع أولاً من خصوصية المكان، وقال: «قطر أثبتت قدرتها على استضافة كبرى البطولات بأعلى مستويات التنظيم، كما أن تبنّي الاتحاد الدولي (الفيفا) البطولة منحها زخماً جديداً جعلها في مصاف البطولات الرسمية التي تتمتع بمتابعة عالمية، خصوصاً في ظل مشاركة أبرز منتخبات شمال إفريقيا وآسيا الغربية، إضافة إلى وجود عدد كبير من المنتخبات المتأهلة لكأس العالم، وهو ما يجعل الحدث جزءاً أساسياً من برنامج الإعداد للمونديال».
وأضاف صوقار: «البطولة تمثل محطة أخيرة لتجربة الخطط وأساليب اللعب قبل خوض المنافسات العالمية، كما أنها تمنح فرصة ذهبية للاعبين الذين لم يحصلوا على عدد كافٍ من المباريات الدولية، ورغم السلبية الخاصة بغياب بعض المحترفين بسبب إقامة البطولة خارج أيام (الفيفا)، لكن ذلك يعتبر فرصة لإشراك لاعبين جدد وإبراز كوادر جديدة».
نقطة تحول
من جانبه، أوضح قائد المنتخب الوطني السابق، عبدالرحمن محمد، أن نجاح النسخة الماضية في قطر كان نقطة التحول الحقيقية التي أعادت بريق البطولة، ودفعت المنتخبات العربية للمشاركة بقوة في هذه النسخة.
وقال: «الجوائز المالية الكبيرة التي تحصل عليها المنتخبات المشاركة، وليس الفائز فقط، إضافة إلى اعتماد البطولة تحت مظلة (الفيفا) يضعها في قالب رسمي يفرض على المنتخبات تقديم أفضل ما لديها، رغم أن بعض منتخبات شمال إفريقيا قد لا تتمكن من إشراك لاعبيها الأساسيين، بسبب التزامات الأندية الأوروبية، وهو أمر خارج عن إرادة الاتحادات الوطنية».
قيمة كبيرة
ويتفق نجم المنتخب المصري والزمالك السابق، محمود فتح الله، مع هذا الطرح، مؤكداً أن البطولة كانت دائماً ذات قيمة كبيرة للمنتخبات، لكنها اليوم أصبحت أكثر تأثيراً بعد الإشراف المباشر من قبل الاتحاد الدولي عليها، وبعد المستوى التنظيمي الكبير الذي تقدمه قطر. وقال فتح الله: «الجماهير تلعب دوراً مهماً في رفع قيمة البطولة، حيث تحظى المنتخبات بدعم كبير يعزز من روح التنافس، ويمنح اللاعبين دافعاً إضافياً، إلى جانب الجوائز المالية التي تمنح البطولة بُعداً آخر وتحفّز الاتحادات على المشاركة بأفضل العناصر المتاحة».
منصة فنية
كما شدّد المدرب التونسي والمحلل الفني، نورالدين العبيدي، على أن البطولة باتت منصة فنية رفيعة المستوى، نظراً للقيمة الكبيرة التي حققتها في النسخة الماضية، وللإشراف المباشر من الفيفا عليها، إضافة إلى الجوائز المالية المرتفعة التي تجذب المنتخبات للمنافسة بقوة.
وقال: «عدم مشاركة بعض المنتخبات بكامل نجومها يعود إلى عدم إقامة البطولة في أيام (الفيفا) فقط، وهو ما يحرم بعض المنتخبات من لاعبي الدوريات الأوروبية، خاصة المغرب ومصر وتونس، لكن ذلك لا يقلل من قوة المشاركة أو جدية المنتخبات في السعي نحو اللقب».
وأضاف العبيدي أن أهمية البطولة تزداد أكثر بالنسبة للمنتخبات الإفريقية، بسبب اقتراب موعد كأس أمم إفريقيا، ما يجعلها محطة إعداد مثالية لاختبار جاهزية اللاعبين قبل البطولة القارية، إلى جانب منح الأجهزة الفنية فرصة لتجربة أساليب لعب جديدة وتقييم عناصر واعدة قد تنضم إلى القوائم النهائية للبطولة.
ويرى أن الاحتكاك المباشر بين منتخبات شمال إفريقيا وأفضل منتخبات غرب آسيا يوفّر تجربة فنية غنية، ويمنح المنتخبات الإفريقية فرصة حقيقية لقياس مستوى تطورها قبل خوض الاستحقاق القاري المرتقب.
وأكد العبيدي أن جميع المنتخبات، رغم الغيابات، تدخل البطولة بروح التنافس على اللقب، وأن النسخة الحالية ستكون من الأقوى فنياً بفضل هذا المزيج بين الإعداد القاري والمنافسة العربية.
. 36.5 مليون دولار إجمالي الجوائز المالية لكأس العرب «قطر 2025».
. 7 ملايين و155 ألف دولار يحصل عليها المنتخب الفائز بكأس العرب.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

8 hours ago
8












English (US) ·