حدّد رياضيون أربع خطوات فنية لحل مشكلة ما وصفوه «بعدم التكافؤ في جدول المباريات وضيق الوقت الذي سيواجه المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في ملحق آسيا المؤهل لمونديال 2026»، لاسيما خلال مباراته المرتقبة أمام قطر يوم 14 أكتوبر المقبل ضمن الجولة الثانية، إذ سيخوض هذه المباراة بعد فترة راحة لمدة يومين فقط بعد خوض الأولى أمام عمان يوم 11 من الشهر ذاته، في حين أن المنتخب القطري سيبدأ مبارياته أمام المنتخب العماني يوم 8 أكتوبر، وستكون أمامه فترة راحة لمدة خمسة أيام قبل لقاء «الأبيض» يوم 14 في ختام الملحق.
وأشاروا إلى أن هذه الخطوات تتمثل في الإعداد والتهيئة النفسية والبدنية الجيدة للاعبين، وزيادة الجرعات التدريبية، والفوز على المنتخب العماني في المباراة الأولى، ما يعطي اللاعبين حافزاً معنوياً كبيراً قبل المباراة الثانية، وفي الوقت ذاته فإن فوز المنتخب على عمان سيضع العنابي القطري تحت الضغط النفسي، إضافة إلى أهمية تركيز اللاعبين في الملعب وعدم الانشغال بأي أمور إدارية خارج الملعب، سواء على صعيد الجدول المضغوط بالنسبة للمنتخب أو بالنسبة لحصة توزيع المقاعد على صعيد الحضور الجماهيري خلال مباراة المنتخب الوطني أمام قطر.
وتُقام مباريات المجموعة الأولى التي تضم منتخبات قطر والإمارات وعمان في قطر، فيما تُقام مباريات المجموعة الثانية التي تضم منتخبات السعودية والعراق وإندونيسيا في السعودية.
وستُقام مباريات الملحق خلال الفترة من 8 حتى 14 من أكتوبر المقبل، إذ سيتأهل صاحب المركز الأول من كل مجموعة من المجموعتين إلى كأس العالم مباشرة، في حين سيتواجه صاحبا المركز الثاني في كل مجموعة من المجموعتين عبر مواجهتين ذهاباً وإياباً يومي 13 و18 نوفمبر المقبل، ويتحدد من هذا الدور المنتخب الذي سيمثل قارة آسيا في الملحق العالمي.
وقال الرياضيون لـ«الإمارات اليوم»: «فوز المنتخب في مباراته الأولى أمام عمان سيقربه بنسبة 80% من التأهل إلى كأس العالم، لذلك فإنه يجب على الجهاز الفني التركيز على تجهيز لاعبيه بشكل جيد، خصوصاً أنه بات حالياً يملك الكثير من الخيارات الفنية التي تمكنه من التغلب على أي صعوبات قد تواجهه».
جرعات تدريبية
ورداً على سؤال بشأن كيفية تعامل كوزمين مع ضيق الوقت، وعدم تكافؤ الفرص في جدول مباريات الملحق المؤهل إلى المونديال، قال مشرف المنتخب الوطني السابق واللاعب الدولي السابق الدكتور حسن سهيل: «هذا الأمر يمكن حله من خلال زيادة التمارين وتكثيف الجرعات التدريبية، وتعويد اللاعبين على اللعب تحت الضغط النفسي، سواء من خلال التمارين اليومية أو من خلال المباريات الودية، إضافة إلى الاستفادة من عملية تدوير اللاعبين بالاعتماد على تشكيلتين وليس تشكيلة واحدة من خلال التركيز على 22 لاعباً وليس على 11 لاعباً فقط»، معتبراً أن جميع هذه العوامل يمكن أن تساعد المنتخب في التغلب على هذه المعضلة.
وأشار حسن سهيل إلى أن مجموعة المنتخب التي تضم إلى جانبه قطر وعمان تُعد صعبة جداً، مشيراً إلى أن المنتخب القطري يُعد منتخباً قوياً ويضم عناصر قوية، وكذلك المنتخب العماني الذي يتوقع أن يكون لديه حضور قوي تحت قيادة مدربه الجديد البرتغالي كارلوس كيروش، نظراً للخبرة الكبيرة التي يتمتع بها، لاسيما على صعيد قيادة أكثر من منتخب للتأهل إلى كأس العالم، مشدداً على أهمية أن يدرك لاعبو المنتخب أن المهمة لن تكون سهلة أمام عمان وقطر كون أن كلاً منهما يطمح للتأهل إلى كأس العالم.
وأوضح سهيل: «مجموعة اللاعبين التي اختارها كوزمين أخيراً تُعد الأفضل حالياً في الدوري الإماراتي، لذلك أتمنى أن يكون المنتخب أول الصاعدين من مجموعته إلى المونديال».
وأضاف: «على الرغم من أن الأبيض لم يحظ في الفترة الماضية بوقت كافٍ للإعداد، لكن حالياً فإن الفرصة تُعد مناسبة لتجهيزه بشكل جيد للملحق، كما أن المعسكر الحالي في النمسا وكذلك المعسكر المرتقب في سبتمبر المقبل يُعدان أيضاً فرصة للمدرب كوزمين للتعرف بشكل أكبر إلى لاعبيه، وترجمة الأفكار التي يريد تطبيقها في مباراتي عمان وقطر». وشدد حسن سهيل على أهمية استغلال فترة المعسكر في الإعداد الجيد.
عدم تكافؤ
من جانبه، قال الإداري الرياضي والمحلل الفني أحمد خليفة حماد، إنه يجب عدم انشغال المنتخب بالمسائل الإدارية الخاصة بقرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بمنح قطر والسعودية حق استضافة مباريات المحلق المؤهل إلى كأس العالم 2026، وضرورة التركيز في الملعب فقط، مشيراً إلى أن هناك أيضاً عدم تكافؤ في جدول المباريات بالنسبة لمنتخبي الإمارات وعمان، كون كلاً منهما سيلعب مباراتين بفارق زمني مدته يومان بين المباراتين، فيما سيحصل منافسهما الثالث منتخب قطر على فترة راحة كافية.
وأضاف: «يجب الآن أن يركز المنتخب على الجوانب الفنية كافة، كون أن هناك فرصة أمامه للتأهل إلى كأس العالم».
وشدد حماد على أن نقطة الانطلاق نحو التأهل إلى كأس العالم هي تحقيق نتيجة إيجابية في المباراة الأولى أمام عمان، كون أن ذلك سيعطي لاعبي المنتخب الوطني دافعاً معنوياً وفنياً، كما أن هذا الفوز سيضع المنتخب القطري تحت الضغط النفسي قبل مواجهة الأبيض الإماراتي.
وأكمل: «من الناحية الفنية فإن المنتخبات الثلاثة الإمارات وقطر وعمان تُعد متقاربة فنية، وكل منتخب هدفه التأهل إلى كأس العالم».
وأشار إلى أنه بات حالياً أمام المدرب كوزمين الكثير من الخيارات والأوراق الفنية التي يمكن أن يلعب بها، ولم تكن متاحة في السابق، خصوصاً مستوى اللاعبين وتكامل الخطوط ووجود اللاعب البديل، مشدداً على أن المدرب يعرف جيداً قدرات وإمكانات لاعبيه، مؤكداً أهمية تفعيل الحالة الهجومية للمنتخب ومباغتة المنتخب القطري بأسلوب لعب ضاغط، خصوصاً مع وجود وفرة حالياً في عدد المهاجمين بعدما كان المنتخب في السابق يعاني هذا الجانب.
وتابع: «هناك نقطة مهمة جداً، وهي أن المنتخب سيفاجئ منتخبي عمان وقطر بأسماء ووجوه جديدة من اللاعبين، وذلك من خلال التغييرات الأخيرة التي حدثت في صفوفه أخيراً، لذلك فإن الخلطة السحرية باتت حالياً بيد كوزمين، كما أن هناك مهمة كبيرة جداً على اللاعبين وهي الإحساس بالمسؤولية».
خبرة كوزمين
يرى الإعلامي والمحلل الرياضي عادل محمد الحمادي، أن مدرب المنتخب كوزمين لديه الخبرة الكافية لتأهيل اللاعبين، سواء من الناحية الفنية أو النفسية، للتغلب على عملية ضيق الوقت والضغط النفسي خلال مباراة المنتخب أمام قطر في الجولة الثانية.
وأوضح الحمادي: «لدى كوزمين فريق عمل ممثل في مدرب اللياقة والفريق الطبي للقيام بعملية تأهيل اللاعبين بدنياً حتى يصلوا إلى أعلى مستوى من الجاهزية، خصوصاً على صعيد اللياقة البدنية التي تمكنهم من خوض المباراة الثانية بعد فترة راحة قليلة، وأعتقد أن دور كوزمين في هذا الجانب يُعد رئيساً من ناحية تأهيل لاعبيه نفسياً وفنياً».
وأضاف: «لاعبو المنتخب سيخوضون مباراتين للتاريخ، كون أن الفوز فيهما سيقود المنتخب إلى التأهل إلى كأس العالم، وأعتقد أن أمام المنتخب فرصة كبيرة لتحقيق حلم الوصول للمونديال للمرة الثانية في تاريخه».
واعتبر الحمادي أن فوز المنتخب في المباراة الأولى أمام عمان يجعله يقطع نحو 80% من مشوار التأهل للمونديال، فيما تمثل المباراة الثانية أمام قطر نسبة 20%، لذلك فإن الفوز في المباراة الأولى سيساعد المنتخب بشكل أفضل من الناحية الفنية والمعنوية للفوز في المباراة الثانية.
الخطوات الفنية الـ 4
1- الإعداد والتهيئة النفسية الجيدة للاعبين.
2- زيادة الجرعات التدريبية للاعبين قبل المباراة.
3- الفوز على عمان في المباراة الأولى، ما يعطي اللاعبين حافزاً معنوياً كبيراً قبل المباراة الثانية أمام قطر.
4- عدم انشغال اللاعبين بأي أمور تنظيمية وإدارية خارج الملعب، والتركيز في كيفية تحقيق الفوز فقط.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news